أكد رئيس الهيئة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، أنه يجري حاليا دراسة إمكانية إنشاء شبكة إنذار مبكر تعمل آنياً على فصل الكهرباء وشبكات الغاز والمياه تفاديا لوقوع خسائر اقتصادية كبيرة في المناطق التي تضربها الهزات قبل حدوثها بثوان معدودة، وهو حاليا قيد التجربة في عدد من دول العالم مثل أميركا واليابان والصين. وأوضح نواب خلال حديثه إلى "الوطن"، أن المملكة تضم أكبر شبكة لرصد الزلازل على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط، حيث تحوي حاليا حوالي 100 محطة رصد وستصل إلى 140 محطة خلال العامين المقبلين، مشيرا إلى أن المحطات المستخدمة في المملكة تستخدم تقنية الأقمار الصناعية في إرسال واستقبال البيانات كما أن لديها القدرة على تسجيل والتقاط الهزات الأرضية في كل أنحاء العالم والتفجيرات الصناعية مهما كان صغرها ولا يوجد لدى الهيئة أي محطات يدوية. وبين نواب أن دور الهيئة لا يقف عند التبليغ عن الهزات الأرضية فقط وإن كانت هذه من أهم أهداف المراصد وأعظمها، إلاّ أن عملية إنشاء قاعدة بيانات زلزالية من الأهمية بما كان في إجراء الدراسات والأبحاث كافة المتعلقة بالزلازل ومخاطرها وأهمها تقييم الخطورة الزلزالية، إضافة إلى دراسة الهزات كافة التي ترصدها الشبكة الوطنية ومعرفة مسبباتها، وإعداد قائمة بيانات زلزالية متجانسة، وتحديث خريطة النطق الزلزالية، وإجراء دراسة تقييم الخطورة الزلزالية على الجزء الغربي من المملكة، ووضع نظام تحذيري تنبيهي يوضح مدى الخطورة البركانية حتى يمكن للجهات ذات الاختصاص اتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة قبل وقوع الحدث. وعن آلية عمل محطات الرصد المبكر المستقبلية أوضح نواب، أنها ستتكون من أجهزة لقياس عجلة التسارع الأرضية وأجهزة رصد الموجات الزلزالية حيث تعتمد على التقاط الموجات الأولية التي تصل أولا ثم يليها بعد عدة ثوان الموجات الثانوية ذات الطاقة المدمرة، وبمجرد وصول الموجات الأولية سترسل إشارة إنذار إلى مركز الإنذار المبكر شريطة أن يكون هناك عدة ثوان قبل وصول الموجات من أجل اتخاذ القرار المناسب. وذكر نواب، أن دراسة إنشاء شبكات للإنذار المبكر مختلفة تماماً عن عمليات التنبؤ بالزلازل فلا توجد أجهزة على مستوى العالم حتى الآن يمكن أن تتنبأ بمكان وزمان حدوث الزلازل قبل حدوثها بساعات أو أيام، أما أجهزة الإنذار المبكر عن الزلازل المستقبلية فإنها سوف ترتبط مع شبكات الكهرباء والغاز والمياه والمفاعلات النووية ومعامل إنتاج وتكرير الزيت والغاز وتعمل أوتوماتيكيا على فصلها قبل وقوع الزلازل بثوان، كما يمكنها أن تطلق صافرات إنذار للتحذير بوقوع زلازل.