بنغازي - رويترز - قد تستأنف المعارضة الليبية إنتاج النفط من حقلين كبيرين في شرق البلاد في غضون ثلاثة أسابيع في محاولة لتخفيف نقص الوقود وربما لإرسال بعض الإمدادات إلى الأسواق العالمية بعد انقطاعها منذ اندلاع الحرب أوائل العام الجاري. وقال عبد الجليل معيوف مدير شؤون الإعلام بشركة «الخليج العربي للنفط» الليبية التي تعمل في حقلي السرير ومسلة: إن الحقول الليبية تشهد أعمال صيانة وعندما يستتب الأمن سنبدأ. ربما بعد أسبوعين أو ثلاثة من تحسن الأمن. وليبيا عضو في منظمة «أوبك» وهي ثالث أكبر منتج للنفط في أفريقيا وتملك أكبر احتياطيات نفطية في القارة. وكانت تنتج 1.6 مليون برميل يومياً قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد حكم معمر القذافي في شباط (فبراير) الماضي. وتوقفت المعارضة عن ضخ النفط إلى مرافئ التصدير التي تسيطر عليها على البحر المتوسط بعد أن هاجمت قوات القذافي منشآت نفطية في الصحراء. لكن مع التقدم الكبير للمعارضة في الأيام الأخيرة تتزايد عزلة حكومة القذافي في معقلها طرابلس في ما يبدو. وتبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لحقلي السرير ومسلة نحو 250 ألف برميل يومياً أو نحو سدس الطاقة الإنتاجية الليبية قبل الحرب. واعتبر معيوف أن الأمن لم يستتب بما يكفي لاستئناف العمليات. وأضاف: هناك بعض الاشتباكات .. اشتباكات محدودة لكن بالنسبة إلى الحقول هي خطيرة جداً. وقال إن حقل السرير قد ينتج 200 ألف برميل يومياً ومسلة ما بين 50 و60 ألف برميل يومياً. وأربك انقطاع الخام الليبي الخفيف العالي الجودة أسواق النفط هذا العام ورفع أسعار النفط حتى 127 دولاراً للبرميل لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق الذي وصل إلى 147 دولاراً في تموز (يوليو) 2008. ويقول محللون ومراقبون للصناعة النفطية إن عودة الخام الليبي إلى السوق ستكون عاملاً رئيسياً يساهم في انخفاض الأسعار لكن استعادة الإنتاج الليبي بالكامل ستحتاج إلى حوالى ثلاث سنوات. من جهة أخرى قال مصدر نفطي مطلع في لندن امس إن من المقرر أن يحصل المعارضون الليبيون في شرق البلاد على 20 ألف طن من زيت الوقود الأسبوع المقبل بعد إبرام صفقة مع شركة «بي.بي. انرجي» لتجارة النفط. والصفقة دليل جديد على أن المجلس الوطني الانتقالي المعارض يواصل تنويع مصادر الإمدادات الأساسية. وقال المصدر إن الشحنة ستسلم إلى بنغازي على متن سفينة. وكانت الناقلة التي تبحر الآن قبالة الجزائر باتجاه الشرق قد توقفت في روتردام حيث يعتقد أنها قامت بتحميل الشحنة. وقالت شركة «بي.بي انرجي» في لبنان انه ليس هناك من يمكنه التعليق على الصفقة لكن مصادر أخرى من تجارة النفط تتفاوض مع بنغازي قالت إن سلطات المعارضة تعرض ائتماناً مفتوحاً. وقال المصدر: لن تكون هناك مدفوعات حتى يستأنف تصدير النفط الخام. وأضاف أن الشحنة قد تشجع موردين محتملين آخرين على الموافقة على ترتيبات مماثلة.