تستوطن المكارم والمثل السامية في بيئة غرسها يثمر الكرم والشرف والشجاعة والوفاء، وهذه البيئة التى يعشقها أصحاب النفوس الأبية خصها الله بالكثير، مما لم يتوافر لأي أحد في مجتمع آخر. هي خصوصية حق لنا الفخر بها والشكر لمن أسداها والتعاون على حمايتها من شر حاسد إذا حسد، فعلى ثراها الطيب ولد المصطفى ونزل القرآن وتناقل روايتها الثقات مما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبين رواسيها الشامخة قبلة المسلمين، واستقر الحكم فيها لأسرة حباها الله منهجاً وسطاً وصفاة مثلى، فكانت لهذه البلاد خصوصية أخرى تتمثل في سداد قادتها، وقيادتهم لشعب المملكة بعيداً عن كل رذيلة، ومواكبة لكل فضيلة، فكان العدل والأمن والنماء مما لم يتحقق للغير. هكذا يتواصل العطاء، ويتجدد الطموح بلا حدود، فتتوالى النجاحات ونصل لهذا العهد الزاهر الذي نعيش فرحة ذكراه الخامسة التي تحقق خلالها المزيد من النقلات النوعية، التي لم تكن ردة فعل لأي حدث، بل كانت ابتكاراً دافعه الطموح وسلامة الرصد على مختلف الأصعدة، فكراً وأمناً واقتصاداً، نباري فيه المنظومة الدولية في خطى ثابتة. وما مدينة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" ومعهد الملك عبدالله لتقنية النانو والبناء المؤسسي العام وتكريس المواطنة.. إلا بعض شواهد شمول التنمية أرجاء الوطن، حيث تصل للقرى والهجر جميع الخدمات، فتبدأ الهجرة المعاكسة من المدينة إلى القرية التي توافر فيها كل المقومات. وما تكرم سمو أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز بزيارة محافظة بلقرن وافتتاح العديد من الأجهزة الحكومية في عدد من أرجاء المحافظة إلا شاهد معاين على أرض الواقع.