تقوم وزارة المياه والكهرباء بجهود مضنية من أجل بث الوعي بين أفراد المجتمع لترشيد استهلاك المياه ولا أرى لذلك أثرا على أرض الواقع ولن ألوم الناس على عدم تفاعلهم مع تلك الإعلانات ولا أظنهم سيتفاعلون في المستقبل القريب المنظور ما لم تغير الوزارة من طريقتها وتطبق ما تقوله وما ترشد إليه على أرض الواقع فهي مثلها مثل بقية الأجهزة الحكومية تترصد للمخالفين من أجل استحصال غرامات المخالفات وليس من أجل الحد منها ومحاولة تلافيها ومعالجتها فتجدها تبادر إلى تحصيل الغرامات المضاعفة عندما تتسرب قطرات الماء من المنزل ولو كانت بقية أمطار أو غسيل لجزء متسخ من المنزل أو تنظيف أثاث ومهما كانت الأسباب والمسببات لا وزن لذلك في عرفهم والمهم هو تحصيل الغرامة فهو مبلغ محدد يجب تحصيله وربما يسلم المبلغ وهو لا يدري سبب ذلك ثم نرى في المقابل الشوارع وكأنها مجاري أودية قد فاضت بالمياه العذبة تهدر على أعين المسؤولين وربما تجري من أمام دوائرهم وهم لا يحركون ساكناً إذا كان نتيجة خلل في تمديدات الشبكة وكثيراً ما يحدث ذلك ويبلغ المواطنون لمعرفتهم المفترضة بحرص الوزارة على الترشيد والمتابعة ولكن لا يجدون تجاوبا وعندما تحدث المقارنة تضرب علامات التعجب على مخيخ الرأس حتى يكاد ينفجر فلا مقارنة حيث المواطن يتسرب منه ماء ضئيل لا يكاد يخرج من فتحة الباب وتبادر بتسجيل مخالفة عليه بينما ترى الماء يتدفق بكثرة من مواسير يتجاوز حجم سعتها أربع بوصات ويجرف معه مادة الأسفلت المتهالكة ويحجز المواطنين عن مساكنهم ويبقى يتدفق بهذه الكمية الكبيرة لمدة يومين أو ثلاثة دون أن تتحرك شركات الصيانة الموكل لها متابعة مثل هذه الأعمال والمواطن في حيرة من أمره ليبقى التساؤل يدور في ذهنه بين ما يراه على أرض الواقع وما يقرؤه ويشاهده من إعلانات الترشيد ولماذا ثم يتساءل لماذا لا تطبق الوزارة على نفسها ما تريده من المواطنين بترشيد ما هو في مقدورها ليبقى عنوانا لما تهدف إليه من غيرها ؟! وهذه الصورة المصاحبة لإحدى مواسير التمديد في حي القدس بمحافظة الزلفي التي حصل فيها خلل وتدفق الماء منها بغزارة حتى بلغ جريانه عدة كيلو مترات من صباح الخميس وحتى الجمعة ليلا وقت التقاط الصورة وهي لم تجد من يهتدي إليها ممن أوكل لهم بمتابعة ذلك وقد لا يستغرق إصلاحها خمس عشرة دقيقة ولكنه الإهمال وعدم الاكتراث بتلك الثروة الغالية, وقد ألف الناس مثل هذه المناظر ولم يعودوا يكترثون بها أو يبلغوا عنها لمعرفتهم المسبقة بعدم التجاوب سلفا فهل يتغير الحال أم يبقى الترشيد بالورق والضياع على الطبيعة؟