بعد شلل دام أكثر من ثمانية أشهر شهدتها السينما المصرية بفعل «ثورة يناير» وإفرازاتها، جاء موسم عيد الفطر السعيد ليفجر أكبر قنبلة تعادل ثورة جديدة في تاريخ السينما المصرية ككل، إذ تربع فيلم «شارع الهرم» على قمة إيرادات شباك التذاكر بمبلغ «مليوني جنيه» ليكون أول فيلم في تاريخ السينما المصرية يحقق مثل هذا الرقم في أول أيام عرضه، وأول فيلم يحقق مبلغ «سبعة ملايين جنيه» في ثلاثة أيام العيد فقط. تدور أحداث الفيلم ضمن إطار كوميدي لتتركز الأحداث حول شخصية «عزيزة» الملقبة ب«زيزي» وهي فنانة استعراضية بإحدى الفرق الشعبية المغمورة، تتجه إلى الرقص الشرقي عندما تلجأ إلى شارع الهرم بعد طلاقها من الضابط الذي تزوجته عرفيا وتم سجنه، فيراها«حمص» الطبال والمطرب الشعبي وقريبه الشاعر الغنائي، أحد العاملين بكباريه بشارع الهرم، ويقدمها لتعمل في المحل وتصبح راقصة مشهورة في شارع الهرم، وضمن ذلك الجو يحدث أن يتصارع عليها ثلاثة رجال، الأول هو طليقها الضابط عندما يخرج ويفكر في العودة إليها، والثاني يلقب ب«وزير الحنية» ويعمل في شارع الهرم، والثالث هو الطبال الذي ساعدها على التحول من الفنون الشعبية إلى الرقص الشرقي، لكنها في النهاية تقرر عدم الارتباط بأي منهم وتترك الرقص تماما وتفتح مطعما. فيلم «شارع الهرم» الذي كتبه «سيد السبكي» وأنتجته شركة والده «محمد» لا يقدم أي إضافة إلى أفلام الثنائي «سعد الصغير ودينا» التي قدماها سابقا، إذ يقوم الفيلم على قدر كبير من الاستعراضات الغنائية والراقصة التي قدمها «سعد الصغير وطارق الشيخ» بصوتيهما ضمن القالب الشعبي المعروف في مصر، وحتى من جانب الإخراج فليس من جديد يخرج على نمط تلك الأفلام التي تداعب عواطف الجمهور وغرائزه، وبتركيز على الجمل الساخرة لا المواقف الطريفة، إذ لا يحتمل الفيلم أي كلام تحليلي أو نقدي. الفيلم هو أكثر فيلم تعرض لحملة ضده سبقت عرضه من عدة دوائر على مواقع الإنترنت وصفحات ال«فيس بوك»، سواء من المتدينين الذين اتهموه بالخلاعة ودعوا إلى مقاطعته، أو ناشطي الثورة الذين اتهموه بالتفاهة التي لا تليق بمصر بعد الثورة، ورغم أن حملات مقاطعة «شارع الهرم» أكدت استهداف «آل السبكي» الذين قدموا الكثير من الأعمال الخفيفة والمبتذلة مثل «كباريه» و«الفرح» لكن الفيلم حقق أعلى إيرادات في السينما المصرية ليؤكد مقولة صانعيه في أن « الجمهور عايز كده». وربما يكون أبلغ تعليق على الفيلم ما قاله الكاتب المصري الساخر المشهور «جلال عامر»: «حققت الثورة أكبر تجمع في تاريخ الشعوب، وحقق فيلم شارع الهرم أكبر إيراد في تاريخ السينما المصرية، وكأننا غيرنا (الملوك) ولم نغير (السلوك)»!