اقتنص المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أمس، نقطة غالية من مضيفه العماني بعد اقتسام الفريقين نتيجة المباراة (صفر/صفر) التي جرت أمس على ملعب السيب في عمان ضمن مباريات المجموعة الرابعة من الدور الثالث للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. سعى المنتخب العماني إلى إحداث ربكة في أوراق مدرب الأخضر، الهولندي فرانك ريكارد من بداية المباراة بعد أن مارس لاعبوه ضغطاً متواصلاً على مرمى حسن العتيبي تصدى له بنجاح خط الدفاع المكون من قلبي الدفاع، أسامة هوساوي وحمد المنتشري، وكذلك الطرفين حسن معاذ (أيمن) وعبدالله الزوري (أيسر)، والمحورين سعود كريري ومعتز الموسى. وشهدت الدقائق الأولى للمباراة، إضاعة المهاجم العماني عماد الحوسني فرصة سهلة، حيث لم يستفد من عرضية زميله قائد المنتخب فوزي بشير التي وضعته في حالة مواجهة تامة أمام العتيبي قبل أن يلعبها بعيداً عن المرمى. وانتظر الأخضر حتى مرور ربع الساعة الأولى ليستجمع قواه وتركيزه ومن ثم قيادة هجمات منظمة نحو الحارس العماني علي الحبسي رغم تأثر المنتخب السعودي بغياب صانع الألعاب وهو ما أدى إلى ابتعاد المهاجمين ياسر القحطاني وناصر الشمراني عن خطورتهما وبديا شبه تائهين ما بين التمركز السليم والعودة إلى الوراء بحثاً عن الكرة، كما تأثر خط الوسط السعودي بغياب التجانس بين ممثليه، تيسير الجاسم وعبدالعزيز الدوسري وسعود كريري ومعتز الموسى. وبعد مضي نصف الساعة على هذا الشوط، وتحديداً عند الدقيقة 32، أطلق حسن معاذ تسديدة قوية فاجأ بها الحبسي الذي اكتفى بالفرجة عليها وهي تصطدم بالقائم الأيمن وتعود للعائد من التسلل ياسر القحطاني. كما كاد القحطاني يضع الأخضر في المقدمة بعد تلقيه كرة سهلة داخل الست ياردات من المتألق عبدالعزيز الدوسري، إلا أن الحائط الدفاعي المتحرك للعمانيين حال دون وصول الكرة لمرمى الحبسي. وشهدت الدقائق الأخيرة للشوط الأول، خروج عماد الحوسني مصاباً مما أراح دفاع الأخضر كثيراً قياساً للإزعاج الذي سببه اللاعب قبل استبداله. وسعى بديل الحوسني، حسين الحضري لمباغتة مرمى العتيبي، إلا أن الزوري تكفل بمهمة إبعاد الكرة وإنقاذ مرماه من هدف. الشوط الثاني بدا مفتوحاً أكثر من الأول، وتفنن خلاله قائد العمانيين فوزي بشير في تنويع اللعب وقيادة هجمات منظمة وسط الميدان، قابل ذلك صحوة في خطي محوري الدفاع السعوديين وكذلك خط الدفاع. وسعى كلا المدربين إلى إجراء تعديلات وإحداث تغيير في نتيجة المباراة، فدفع مدرب المنتخب السعودي، بنايف هزازي بديلاً للحاضر الغائب ياسر القحطاني (68)، كما دفع بعدها بدقيقتين باللاعب أحمد عطيف بديلاً لمعتز الموسى، قبل أن يختتم تغييراته بيحيى الشهراني بدلاً من ناصر الشمراني. وبدا واضحاً من هذه التعديلات، سعي ريكارد لتنشيط خط الوسط ومطالبة اللاعبين بالاحتفاظ أكثر بالكرة، وهو ما نجح في تنفيذه بدرجة عالية، أحمد عطيف، كما أحدثت هذه التغييرات مفعولها ونجح المنتخب السعودي في الكثير من الأحايين في قيادة هجمات منظمة تصدى لها الحارس العملاق علي الحبسي، خصوصاً كرتي عبدالعزيز الدوسري ورأسية حمد المنتشري. كما أن التبديلات التي أجراها مدرب المنتخب العماني، كادت أن تحقق الهدف وتحرك المدرجات العمانية التي ظلت تؤازر اللاعبين بقوة قبل أن تخرج قليلاً عن النص في آخر دقائق المباراة بعد أن عمل بعضها على رمي أرضية الملعب ببعض الأجسام. وشكل البديل حسن ربيع، إزعاجا دائما ومستمرا ولعب مباراة خاصة مع حسن العتيبي، إلا أن الغلبة كانت لمصلحة قائد المنتخب السعودي الذي نجح في مواصلة صموده والتصدي لكل محاولات ربيع وساهم بقوة في عودة الأخضر بنقطة غالية في بداية مشواره بتصفيات الدور الثالث.