تشهد سويسرا احتفالات ثقافية واسعة لإحياء الذكرى السنوية المئة لولادة ماكس فريش، الذي تصفه بأنه أعظم أدبائها، والذكرى السنوية العشرين لوفاته. وتتضمن الاحتفالات عدة معارض ومهرجانات ثقافية في أكثر من 10 مدن رئيسة في البلاد. وتم تدشين الاحتفالات بإزاحة الستار عن لوحة تحمل اسم الكاتب المسرحي والروائي على أحد شوارع زيورخ الذي ضم آخر منزل سكن فيه، في حين افتتح متحف شتراوهوف معرضا مكرسا له يستمر حتى 4 أكتوبر. ويضم المعرض رسائل شخصية تبادلها فريش مع أصدقاء له، ومسودات أصلية لبعض كُتبه، إلى جانب مقاطع من أفلام شخصية له. معرض مماثل افتتح في مقاطعة تجينو حيث عاش فريش بين الأعوام 1964 و1991. وقد أصدر البريد طابعا لإحياء ذكرى الكاتب، في حين أصدر المصرف المركزي السويسري عملة معدنية ذهبية تذكارية وعملة ورقية من فئة 20 فرنكا تحمل صورته. وُلِد ماكس فريش ومات في مدينة زيوريخ السويسرية الشمالية. ودرس اللغة والأدب الألماني بجامعة زيورخ عام 1930 لكنه تخلى عن دراسته بسبب مشاكل مالية بعد وفاة أبيه عام 1932. بدلا من ذلك بدأ العمل كصحفي وكاتب عمودا في صحيفة "نو زوركر زياتونك (NZZ) أكبر الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية حتى اليوم. درس الهندسة للفترة من 1936 إلى 1941 في جامعة زيورخ. أول وأشهر أعماله الهندسية فوزه في مزايدة لإنشاء مسبح للبلدية في وسط زيورخ الذي ما زال قائما حتى اليوم. لكن موهبته الأدبية وصلت إلى أوجها بظهور روايته "ستيلر" عام 1954 عندما كان بعمر 57 عاما. كما شقت له كل من روايتيه "هومو فابر" (1957) و"وماين نامه زي جانتنباين (اسمي جانتنباين)" (1964) مكانة متميزة ككاتب نثري. دائما ما كان ماكس فريش يختار الموضوعات التي تتعلق بهوية الإنسان، والفردية، والمسؤولية، والالتزام الأخلاقي وأيضا الموضوعات المتعلقة بعلاقة الرجل بالمرأة، وتحاول الشخصيات في أعماله أن تبحث عن هويتها وتحقيق ذاتها. في عام 1947 تعرف على الأديب الألماني الكبير برتولدت بريشت في زيورخ مما كان له أثر كبير في حياته مثلما شرح ذلك في كتابته لسيرة حياته (1967).