تطل الكاتبة ليلى بعلبكي الليلة في معرض بيروت للكتاب على قرائها اللبنانيين بعد غياب أكثر من ثلاثين عاماً عن الساحة الأدبية وعن الإعلام واللقاءات، تطلّ في جناح دار الآداب التي أعادت إصدار أعمالها التي أحدثت ضجة حين صدورها في الستينات ومنها روايتها الشهيرة «أنا أحيا» وروايتها «الآلهة الممسوخة» ومجموعتها القصصية «سفينة حنان الى القمر». تلتقي ليلى قراءها في لقاء ودّي وتوقع كتبها لهم بدءاً من الخامسة مساء. ورواية «أنا أحيا» كانت بمثابة الحدث الروائي حين صدورها عام 1958 عن دار مجلة «شعر» التي أعلنت حينذاك. إن هذه الرواية «سيكون لها أثر بعيد في مستقبل الرواية العربية». وكان هذا الإعلان لافتاً جداً في مضمونه أولاً وفي تبني مجلة «شعر» لعمل روائي، هي التي لم يشغلها سوى الشعر وحده. ولم تمض أشهر حتى راجت الرواية ولقيت نجاحاً كبيراً في الأوساط النقدية. ولم تلبث الرواية أن أصبحت أشبه ب «الظاهرة»، وكان يكفي ذكر «أنا أحيا» حتى ترتسم صورة بطلتها لينا فياض في أذهان الكثيرين، نقاداً وأدباء وقراء. لكن ليلى بعلبكي التي أطلت بقوة اختتمت مسارها الروائي عام 1960 عندما أصدرت روايتها الثانية «الإلهة الممسوخة». ثم ما لبثت أن اختطفت الأضواء عام 1964 عندما منعت وزارة الإعلام اللبنانية مجموعتها القصصية «سفينة حنان الى القمر»، وكانت القصة التي تحمل المجموعة عنوانها هي الحافز نظراً الى احتوائها مقطعاً أو جملة وصفت ب «الإباحية». وحوكمت ليلى بعلبكي وأوقفت ثم تراجعت المحكمة عن قرارها المنع مبرئة الكاتبة والقصة على مضض. وتولى مهمة الدفاع عن الكاتبة قانونياً المحامي والكاتب الراحل محسن سليم.