فتح الدولي المعتزل فهد المهلل لاعب فريقَيْ الشباب والنصر لكرة القدم النار على المحللين الرياضيين في القنوات الفضائية، وأشار إلى أن حديثهم (صفصفة) كلام، باستثناء يوسف خميس، وبرر عدم توجهه إلى عالم التدريب بأن المدرب الوطني أصبح مثارا للسخرية، ولا يتمتع بالحماية في ظل تعرضه للهجوم من جميع الجهات، وكشف أن الثقة الزائدة وراء إخفاق المنتخب السعودي في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2010. أمور كثيرة تحدَّث عنها المهلل في حوار عنوانه الصراحة المطلقة.. فإليكم ما دار فيه: - المنتخب السعودي لديه سلبيات كثيرة منذ انطلاقة التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، ولم يستعد جيدا لحجز بطاقة التأهل، وخسر الكثير من النقاط؛ ما أدى إلى خروجه بشكل محزن للجماهير السعودية. * هل أصاب الغرور لاعبي الأخضر بعد الوصول للمونديال أربع مرات متتالية؟ - ليس هناك غرور في المنتخب السعودي، ولكن هناك ثقة كبيرة من إداريي ولاعبي الأخضر تجاه التأهل لكأس العالم، حتى لو كان من أصعب الطرق، وهذه الثقة دفع ثمنها المنتخب السعودي بعد خسارته من المنتخب البحريني وعدم مشاركته في كأس العالم القادمة. * ماذا عن تغيير الجهاز الفني؟ هل أثر في أداء الأخضر في التصفيات الآسيوية؟ - بلا شك، هناك ظروف كثيرة مرَّ بها المنتخب السعودي من تغييرات في الجهاز الفني وإصابات لاعبين كانت في مرحلة حساسة للمنتخب، وهي سبب رئيسي لعدم التأهل لكأس العالم. * شاركت ضمن قائمة المنتخب السعودي عام 1994، فما الفرق بينه وبين المنتخب الحالي؟ - في زمننا لم يكن هناك شعارات أندية في منتخب 94، والإعلام لم يؤثر فينا، مع العلم أنه لم يكن يتأهل في عام 94 إلا منتخبان من القارة الآسيوية، وكنا نلعب التصفيات بكل جدية كأننا في حرب مع الآخرين بغرض حجز بطاقة التأهل لكأس العالم، والفضل كله يرجع بعد الله للأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله). * أتعتقد أن العوائد المادية الكبيرة في الفترة الحالية أضرت باللاعبين وأصابتهم بالخمول؟ - يفترض أن يكون هناك دافع معنوي قوي للاعبين في ظل المبالغ الكبيرة التي تُدفع للاعبين في الانتقالات وتجديد العقود والإعلانات، ولم يكن التخطيط سليما منذ بداية التصفيات الآسيوية للمنتخب. * لو كانت العوائد المادية موجودة لديكم في جيل 94 فماذا كنتم ستفعلون؟ - جيل 94 ليس بالمنتخب الخرافي، ولكن هم صفوة الصفوف لأجيال المنتخب السعودي، وكان لديهم إدراك بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأعتقد أنه لو كانت لديه هذه المبالغ الكبيرة في الوقت الجاري لكانت ستشكل جانبا ممتازا لديهم. * ماذا لو كان هناك احتراف في تلك الفترة؟ هل كان سيحترف اللاعب السعودي في الخارج؟ - نعم، لو فُتح باب الاحتراف في تلك الفترة كان سيصل اللاعب السعودي إلى الملاعب العالمية؛ لما يملكه اللاعبون في تلك الفترة من أجسام قوية ولياقة ومهارات عالية، وهذه القدرات لم تأتِ مصادفة، ولكنَّ هؤلاء اللاعبين كانوا نجوما لسنوات عدة في أنديتهم، ولم يكن هناك مجاملة لأي نجم، وفرضوا أنفسهم على التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني في تلك الفترة. * لماذا لم يُخرِّج منتخب 94 مدربين وطنيين للاستفادة من خبرتهم في السنوات المقبلة؟ - للأسف الشديد الحماية تغيب عن المدربين الوطنيين؛ حيث يتعرضون للهجوم من جميع الجهات. * لماذا لم يظهر فهد المهلل كمدرب وطني؟ - المدرب الوطني مرفوض في مجتمعنا، وليس لديه مستقبل، ولو كان يعامَل بمثل ما يعامَل به المدرب الأجنبي كنا سنراه وقد حقق نتائج بشكل رائع للمجتمع، ولكن هناك (مسخرة) تجاه المدرب الوطني في بلدنا. * ماذا عن رأيك في محللي القنوات الفضائية حاليا؟ - لا يعجبني إلا يوسف خميس فقط، وبقية المحللين ليس لديهم إلا (صفصفة) كلام وإعادة. * لماذا اختفيت من الوسط الرياضي؟ لا أحب الظهور بتكرار في الشاشة، ولكن هناك بعض الظهور لدي في وقت الحاجة في بعض المباريات. * لماذا لم نشاهد أو نسمع عن إقامة حفل اعتزال لك؟ - أنتظر تكريمي، وإن شاء الله يأتي اليوم الذي أُكرَّم فيه. * هل تواضع شعبية نادي الشباب أضرَّ بك من ناحية إقامة حفل الاعتزال؟ - لاعبو نادي الشباب قدموا الكثير للكرة السعودية، ولكن أضرتهم قلة الجماهير الشبابية، وهذا ما جعل نادي الشباب لا يهتم بتكريم اللاعبين. * تركت وظيفتك العسكرية خلال تمثيلك للشباب، فهل ندمت على ذلك؟ - كنت أتمنى أن أطلب تفريغا من جهة عملي العسكرية، لكنني استعجلت في قرار تقديم استقالتي من السلك العسكري، وجعلت جُلّ اهتمامي لعالم المستديرة. * كأنك تلمح إلى تعرضك للخذلان، فمَنْ خذلك؟ - خذلني بعض أصدقائي الذين كانوا يتبعونني بسبب الشهرة، وكنت أقضى أكثر أوقاتي إلى جانبهم، وبعد اعتزالي الكرة تخلّوا عني، وهذا الأمر يرجع إلى أخلاقهم وتربيتهم. * في أي ناد من الأندية سنشاهد ابنك عبدالرحمن؟ - الأهم أنه يكون ابنا بارا لوالديه، والميول لابني عبدالرحمن ستظهر في وقتها. * ارتبط اسمك في المنتخب السعودي بيوسف الثنيان من ناحية المواقف.. - في مرة من المرات كنا في الطائرة ذاهبين للمشاركة مع المنتخب السعودي في مواجهة ضد اليابان، وأثناء الرحلة أبلغنا كابتن الطائرة بأن أحد المحركات قد تعطَّل؛ فطلب يوسف الثنيان من المضيفة أن تُحضر له (حبوبا منوِّمة) رغم خطورتها على الجسم؛ فسألته ما الفائدة من الحبوب؟ فقال: «أموت وأنا نايم ولا أموت وأنا صاحي». * ما أغلى هدف في مسيرتك الكروية؟ - هدفي في مرمى النصر عام 1411ه؛ لأنه أحدث نقلة كبيرة في تاريخ نادي الشباب. وأهدافي جميعها أعتز بها.