تبنى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الهيئة السياسية للثوار الليبيين في مقره ببنغازي بيانا تاسيسيا هو بمثابة خارطة طريق تنص على تسليم السلطة إلى برلمان منتخب في مهلة ثمانية أشهر وتبني دستور جديد. ويتضمن البيان 37 مادة في نحو عشر صفحات تحدد المراحل المختلفة للفترة الانتقالية بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي. ويؤكد المجلس الانتقالي أنه "أعلى سلطة في الدولة والممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي، ويستمد شرعيته من ثورة 17 فبراير"، وأنه بعد إعلان التحرير، سينتقل من بنغازي إلى العاصمة طرابلس. وبعد الانتقال إلى طرابلس، سيعين المجلس الانتقالي في مهلة 30 يوما كحد أقصى مكتبا تنفيذيا مؤقتا، أو حكومة انتقالية مكلفة تصريف شؤون البلاد. وستكلف الحكومة بتنظيم انتخابات لاختيار "مؤتمر وطني" في مهلة أقصاها 240 يوما وسيكون المؤتمر بمثابة برلمان انتقالي يضم 200 عضو. وبعد انعقاد الجلسة الأولى للمؤتمر الوطني، يتخلى المجلس الانتقالي عن السلطة، ليصبح المؤتمر الوطني هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الليبي. وخلال مهلة لا تتعدى ثلاثين يوما، يعين البرلمان الانتقالي رئيسا للوزراء يشكل حكومة تطرح لنيل الثقة في البرلمان. في غضون ذلك يتعرض الثوار لهجوم من القوات الحكومية بينما تقاتل المعارضة لتأمين أحدث مكاسبها ومحاصرة العاصمة طرابلس. وبعد ستة أشهر من بدء الانتفاضة نقلت المعارضة فيما يبدو الحرب إلى مرحلة حاسمة خلال الأيام القليلة الماضية عندما سيطرت على أغلب أجزاء مدينة الزاوية على المشارف الغربيةلطرابلس وكذلك بلدة تقع إلى الجنوب من العاصمة. وتحارب قوات القذافي لاستعادة الزاوية التي تسيطر على الطريق السريع الرئيسي المؤدي إلى طرابلس القادم من الغرب. وما زال القناصة موجودين فوق أسطح المباني وتعرضت المدينة لقصف الصواريخ وقذائف المورتر. ووصل الثوار إلى ضواحي بلدة الهيشة التي تربط ما بين العاصمة الليبية ومدينة سرت وتمكنت من طرد القوات الموالية للقذافي منها. وفي واشنطن قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن قوات القذافي أصبحت في وضع الدفاع وإن التقارير التي أشارت إلى انشقاق شخصية كبيرة في جهاز الأمن الليبي تبين أن النظام يتفكك. وتابع بانيتا "قوات القذافي تضعف وهذا الانشقاق الأخير مثال آخر على مدى الضعف الذي أصابها". وقال بانيتا الذي تحدث في حفل إلى جانب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "أعتقد أن المنطق يقول إن أيام القذافي معدودة". إلى ذلك غادر تونس المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب بعد زيارة استمرت 24 ساعة التقى خلالها ممثلين عن النظام الليبي والثوار، في حين لا يزال الغموض يكتنف محادثاته. وقال الخطيب إنه التقى خلال زيارته ممثلين عن كل من الحكومة الليبية والمجلس الانتقالي ولكن "من دون إجراء أي مفاوضات أو مباحثات رسمية معهم". وفي باريس قال منصور سيف النصر ممثل المجلس الوطني الانتقالي ردا على سؤال عما إذا كان المجلس أرسل مبعوثين إلى جربة للاجتماع بمبعوث الأممالمتحدة إن "المجلس لم يرسل مبعوثين"، مؤكدا أن "سياسة المجلس هي عدم التفاوض مع نظام القذافي". وأضاف "ما يمكنني قوله هو أن شخصيات سياسية ليبية مستقلة ليست إلى جانب الحكومة ولا تنتمي إلى المجلس الوطني التقت بالخطيب، ولكنهم لا يمثلون المجلس".