أكد محللون سياسيون مصريون أن خطوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز باستدعاء السفير السعودي من دمشق ومطالبته الرئيس السوري بشار الأسد ب "إيقاف آلة القتل" هي الموقف الأقوى من نوعه لمسؤول عربي منذ اندلاع الأزمة السورية. وأكد الدكتور حسن أبو طالب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الملك عبد الله دق ناقوس خطر، وعلى النظام السوري أن يعي أنه أمام أحد خيارين، الأول وقف إراقة الدماء، والثاني مواجهة الفوضى. وأضاف أبو طالب قائلاً "إن الملك عبد الله ينصح القائمين على الأمر في سورية بضرورة التراجع عن العنف المفرط وإيقاف آلة القتل، كما أن ما قاله خادم الحرمين الشريفين يعكس شعور المملكة الشديد بالغضب مما يجري هناك وأن الرئيس السوري بشار الأسد لم يفهم الإشارات التي قيلت له بصورة هادئة طوال الفترة الماضية". وقال الدكتور مرعي مدكور، أستاذ الإعلام إن "مبادرة الملك عبد الله لوقف إراقة دماء الشعب السوري، هي الموقف الأقوى من نوعه لمسؤول عربي منذ اندلاع الأزمة السورية، وكان على الجامعة العربية أن تبادر باتخاذ مثل هذا الموقف، ولكن الجامعة تخاذلت مما دفع المملكة للمبادرة بالمطالبة بإيقاف آلة القتل في سورية، خاصة أن الشعب السوري مصرّ على المضي في طريق ثورته حتى يسقط نظام الأسد، وكما عودتنا دائرة التاريخ فإن البقاء يكون دائماً للشعوب وليس للحكام غير العادلين الذين ينتهكون شعوبهم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً". وأضاف مدكور أن "الاستماع لصوت الحكمة وفهم الرسالة التي بعث بها الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس السوري هي الفرصة الأخيرة أمام الأسد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وحماية بلده من مخاطر السقوط في فوضى التدخل الخارجي". ومن جهته، قال محمد عبد الله، المتخصص في الشؤون السياسية، إن "رسالة الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت واضحة تماماً، فما يحدث في سورية لا تقبل به المملكة العربية السعودية ولا أي دولة عربية أخرى، فلا يقبل أحد تساقط تلك الأعداد الكبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهم يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق". وأضاف أن "رسالة الملك عبد الله بمثابة الفرصة الأخيرة للنظام السوري الذي عليه أن يفعل الحكمة. مستقبل سورية بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع لنجد أنفسنا أمام دولة عربية أخرى تعاني من ويلات التدخل الأجنبي".