حين أتأمل الحركة التشكيلية بالسعودية أجدنا بحالة يرثى لها لا من حيث الآلية المتبعة للفعاليات التشكيلية، أو بالقدرة الفنية للناتج الإبداعي ولا التكتلات الجهوية أو الشللية.. ولن أتوقف عند كل ما سبق فهو نتاج طبيعي لما سوف أتطرق له لاحقا. لماذا نحن الوحيدين من بين دول العالم الذين لا توجد لديهم كلية مختصة بالفنون الجميلة؟! أليس من حقنا وحق الأجيال القادمة علينا أن نؤسس لهم كلية مختصة بالفنون الجميلة؟! لماذا يوجد للمهندسين والأطباء والقانونيين وغيرهم كلياتهم التي ترتقي بهم أكاديمياً وفكرياً وثقافياً؟! . أليست المتاهات التي يعيشها التشكيليون فنياً، وبقاؤهم في درجات السلّم المحلية دون الوصول إلى العالمية، هما نتيجة لعدم وجود كلية للفنون الجميلة؟! حين زرت دولاً عديدة من الشرق والغرب والوطن العربي أول ما أذهب إليه متاحفهم وأولها المتاحف المختصة بالفنون البصرية وما تتضمنه من ثقافة شاملة ومعلومة قيمة عن تلك الشعوب والمراحل التي مرت بها حضاراتها المتعاقبة. وعند كل زيارة لتلك المتاحف يؤرقني سؤال مهم: لماذا لا يوجد لدينا متحف للفن المعاصر؟! لماذا نحن فقط لا يوجد لدينا متحف مختص بالفنون التشكيلية والبصرية؟! ماذا نقول لأي زائر يزور المملكة ويرغب زيارة المتحف الخاص بالفن المعاصر؟! نجيبه بأن المملكة العربية السعودية نقطة "م" للدائرة للعالم العربي والإسلامي لا تحتضنُ متحفاً للفن العاصر؟! أليس من حق رواد الحركة التشكيلية بالمملكة أن تتوج أعمالهم وعطاءاتهم على مر السنين الماضية بمتحف يؤرخ ويحتضن ويحفظ إنتاجهم الفني والفكري؟! إن أحلام التشكيليين السعوديين كثيرة وكبيرة، ومن أبرزها أن يجتمعوا كل عام بين طيات مهرجان وطني تشكيلي ضخم، يطلعهم على إنتاج بعضهم البعض، ويتحاورون فكرياً، ويتبادلون الخبرات والأفكار.. أليس من حقنا أن نطمح بمهرجان يضاهي (ارت دبي) أو (بينالي القاهرة) أو حتى (بينالي الخرافي) بالكويت؟! ما الذي يجعل هذه الدول أو غيرها أفضل حال منا ونحن نمتلك جلّ الإمكانات التي تساعدنا على التميز والمنافسة على مستوى العالمية؟! إنها مجرد أحلامٍ يلهمنا الواقع إياها، ولكن يبقى الواقع على ما هو عليه، وعلى المتضرر اللجوء للدكتور الحجيلان إذا كان منصفاً! سعادة الدكتور ناصر الحجيلان.. حقوقنا ليست مجرد لوحات تائهة أو شعار مختلف عليه، حقوقنا جميع ما سبق، ونحن لا نطلب منك المستحيل ولكن نأمل أن يتحقق أقل الطموح مؤقتاً للحركة التشكيلية المحلية التي تفتقر للقواعد الأساسية فلا كلية ولا متحف ولا مهرجان!!