يفكر السعوديون المسافرون إلى اليمن، عبر منفذ الخضراء في نجران، ملياً قبل ملء خزانات سياراتهم بالوقود، على غير أبجديات السفر المعهودة بأخذ الاحتياطات اللازمة عند كل سفر. فمعضلتهم هي عدم السماح لهم بالتزود بأكثر من 30 لتر بنزين، إذا قرروا خوض تلك الرحلة، حيث إن رجال الجمارك يعمدون إلى شفط ما تجاوز الكمية المحدودة، أو منع عبور من يرفض التنازل عن البنزين "الزائد". إلا أن هذه الإجراءات تعد نظامية بحسب حديث مصدر رسمي في جمارك منفذ الخضراء ل"الوطن" أمس، الذي قال إن إدارة جمرك المنفذ تطبق أنظمة ولوائح الإدارة العامة للجمارك في المملكة في هذا الشأن. وعن طريقة مراقبة هذه الكميات، يشير المصدر إلى استخدام الأنابيب أو "الليات" بوضعها داخل خزان الوقود، لقياس مقدار البنزين، خشية تهريب المحروقات. وتجيء شكوى رجال الجمارك من تعامل كبار السن وبعض المواطنين، بحسب المصدر، الذين يعبرون منفذ الخضراء يوميا و"ليس لهم هدف إلا تعبئة كميات مخالفة من البنزين". في حين حكى مواطنون التقتهم "الوطن" الأسبوع الماضي عن احتجاز سياراتهم وجوازاتهم في ظل امتناعهم عن الالتزام بتعليمات الجمارك. وقال مبارك آل صلاح إن هذه الكمية لا تكفي للوصول إلى أقاربهم في اليمن، موضحا أنهم عانوا من ازدواج في المشكلة، لأن المحطات في الجانب اليمني ترفض تزويد السيارات السعودية بالوقود. وعلمت "الوطن" من مصدر رسمي عن مطالبات رُفعت لإمارة منطقة نجران تتضمن طلب السماح بخروج المحروقات من المنافذ الحدودية التابعة إدارياً لنجران، ولو بصورة استثنائية نظراً لظروف نقص المحروقات في اليمن هذه الأيام.