هبطت قيم وأحجام التداولات بالبورصة المصرية أمس إلى أدنى مستوى لها في 10 سنوات، على خلفية المتابعة المكثفة من جانب المستثمرين لجلسة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه وعدد من القيادات في النظام السابق. وتراجعت المؤشرات الرئيسية والثانوية وسط عمليات بيع مكثفة من المستثمرين الأجانب والعرب، وخسر رأس المال السوقي للبورصة أمس نحو 1.5 مليار جنيه ليغلق عند 375.9 مليار جنيه في مقابل 377.4 مليار جنيه أول من أمس، ولم تتجاوز قيم التداولات أمس حاجز 140 مليون جنيه بعد تداول نحو 45 مليون ورقة مالية. وهبط المؤشر الرئيسي للبورصة"EGX30" بنحو 0.88% عند مستوى 4923.23 نقطة، كما تراجع مؤشر"EGX70 " للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنحو 0.33% عند مستوى 628.49 نقطة، وتراجع مؤشر "EGX100 " الأوسع نطاقاً بنحو 0.44% عند مستوى 935.58 نقطة. وعلى صعيد التعاملات، اتجه المستثمرون الأجانب والعرب نحوالبيع فيما تحول المصريون نحو الشراء، وزادت مبيعات الأجانب والعرب عن مشترياتهم بنحو 17.102 مليون جنيه و 10.500 ملايين جنيه على التوالي، فيما زادت مشتريات المصريين عن مبيعاتهم بنحو 27.584 مليون جنيه. وعلى صعيد الأسهم القيادية اتجهت جميعها نحو التراجع الجماعي بقيادة سهم "أوراسكوم للإنشاء والصناعة" صاحب ثاني أكبر وزن نسبي في المؤشر بنحو 1.12% ليغلق عند مستوى 255.47جنيه، وهبط سهم "المجموعة المالية هيرميس القابضة" بنسبة 0.90% عند 18.72 جنيها، وتراجع سهم "أوراسكوم تليكوم " صاحب ثالث أكبر وزن نسبي في المؤشر بنحو 3.46% عند مستوى 3.63 جنيهات، وفي المقابل ارتفع سهم "البنك التجاري الدولي –مصر" أكبر البنوك المدرجة من حيث القيمة السوقية، بنحو 0.50% ليغلق عند مستوى 28.50 جنيها. وقال وسطاء تحدثوا ل"الوطن"، إن المتابعة المكثفة لجلسة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك من جانب المستثمرين بالبورصة، انعكست سلباً على أحجام التداول التي جاءت ضعيفة للغاية خلال جلسة أمس. وأشار مدير إدارة التنفيذ بإحدى شركات الوساطة في الأوراق المالية أحمد عبد الحميد، إلى أن أحجام تعاملات البورصة المصرية بلغت أدنى معدلاتها خلال السنوات العشر الأخيرة. وأشار إلى أن المستثمرين تجاهلوا الهبوط الملحوظ في الأسعار لمتابعة جلسة المحاكمة، لافتاً إلى أن العديد من شركات السمسرة - التي علقت تلفزيونات فى قاعات التداول لمتابعة المحاكمات - خلت أمس من المستثمرين. من جانبه توقع رئيس قسم التحليل الفني بأحد بنوك الاستثمار إيهاب سعيد، تراجع اهتمام المستثمرين تدريجيا بمتابعة المحاكمات، والعودة مرة أخرى إلى شاشات التداول. وأرجع الاهتمام الكبير من قبل المستثمرين بمتابعة جلسة محاكمة أمس إلى كونها أول محاكمة في تاريخ مصر لرئيس جمهورية سابق. ورأى أن المستثمرين سيعتادون بعد ذلك على تلك المحاكمات وسيكتفون بمتابعتها من خلال نشرات الأخبار، أو الصحف بما سيعود بالسيولة مرة أخرى إلى البورصة المصرية.