أسباب عدة تحرك المصلين في المدينةالمنورة صوب مسجد قباء لأداء صلاة التراويح خاصة، إضافة إلى تناول الإفطار وصلاة المغرب، ذلك أنه "أول مسجد بني على التقوى" حافظ طوال 14 قرنا على استقطابه لزوار المدينةالمنورة، كما يعد خيارا مهماً لأهالي المدينةالمنورة بعد الحرم النبوي الذي يزدحم في مثل هذه الأيام من العام بالزائرين. وفضلاً عن مكانته الشرعية، إذ ورد في فضله أن الصلاة فيه تعدل عمرة، فإن مسجد قباء يطرح مبررات أخرى لاستقطاب المصلين، وأهمها الصوت الرخيم للإمام الذي ينطلق من المسجد وتردده بساتين قباء وطرقها، إضافة إلى ساحات المسجد المنظمة ووفرة المواقف -رغم امتلائها في رمضان- ونظافة دورات المياه، ثم توسط المسجد لأحياء المدينة النبوية. ويقول الشيخ محمد الغامدي، وهو أحد أئمة مسجد قباء منذ أكثر من ثلاثين عاماً إن الزوار يقصدون المسجد ابتغاء الأجر وخاصة في شهر رمضان، مشيراً إلى اهتمام وزارة الشؤون الإسلامية بالمسجد من حيث الصيانة والنظافة، وهي الاهتمام الذي يمتد إلى توفير مياه زمزم في أروقة مسجد قباء. من جانبه، يؤكد أسعد حجازي وعزيز مختار وبشير العوفي، أن عدد زائري المسجد يتزايد مع مضي أيام شهر رمضان لمعرفتهم بفضل الصلاة في المسجد وتفاديا للزحام في المسجد النبوي الشريف، وأكدوا استعدادهم للمشاركة في إعداد مائدة الإفطار في مسجد قباء للصائمين. الزائر حسن الحاج من المغرب قال: زرت مسجد قباء قبل 25 عاما وهذه الزيارة الثانية لي، ولاحظت توسعة المسجد والاهتمام فيه ولكن تظل مشكلة البحث عن موقف للباص، وخاصة أن المواقف لا تسع جميع الباصات حيث نضطر للوقوف بعيدا عن المسجد. ويؤم المصلين في مسجد قباء نحو أربعة أئمة تتنوع أصواتهم في تلاوة القرآن وترتيله مما ساهم ذلك في تزايد المصلين عليه حيث ينصتون ويخشعون لتلاوة كل من الشيخ محمد الغامدي والشيخ صالح المغامسي والشيخ أحمد الحذيفي والشيخ محمد عابد.