التأفف وكثرة استهلاك المناديل وتكرار الاستحمام وشرب الماء بكميات مضاعفة والبحث عن أي مصدر للهواء البارد والتعابير الوجهية المختنقة والمختلفة والسعي لتبديل الملابس حفاظاً على الرائحة المثلى للجسم وتحاشي معانقة الآخرين عند لقائهم، كلها مع تعددها لا تعدو أن يكون مسببها المباشر هو ضيف الصيف (التعرق)!! ولا يخفى أن رمضان هذا العام يوافق الأول من أغسطس، وهذا يعني المزيد والمزيد من مصاحبته لنا رغماً عنا!! لذا فكرت كنوع من أفعال التهدئة التعرف على السيرة الإعجازية للعرق!! لعل تأثيره المعنوي يتحسن على الأقل: - نحن نملك في جميع جهات جسمنا 2000000غدة عرقية.. - يتم إفرازه عن طريق النظام العصبي النامي (المتجانس).. - وهو ظاهرة طبيعية وضرورية لتنظيم حرارة الجسم.. - ويعتبر خط دفاع أوليا لمكافحة الالتهابات الناجمة عن البكتيريا والفطريات، حيث إنه يحتوي على إنزيم له القدرة على تحطيم أنواع معينة من البكتيريا التي تعيش على سطح الجلد والأمراض الإنتانية التي تسببها إفرازات الجسم.. - يقدم حماية ثابتة ومستمرة ضد الكائنات الدقيقة الغازية المؤذية للجلد.. - هو أساساً ليس له رائحة أو عديم الرائحة أو خامل الرائحة وحين يفرز لسطح البشرة تزداد كثافته عند تعرضه للتبخر ويصبح ذا رائحة غير طيبة نتيجة لتخمر فضلات الخلايا الميتة على سطح الجلد بواسطة البكتيريا والفضلات الموجودة على البشرة.. - وكوننا نعرق فهذه نعمة تدل على سلامتنا مما يسمى (مرض شح التعرق) الذي يهدد حياة الإنسان بالخطر.. ويسميه البعض (مرض احتجاز العرق) لإنغلاق القنوات العرقية الذي يؤدي إلى الطفح الحراري والملاريا الغائرة.. - ومن نعم الله سبحانه علينا به أنه ينساب دون تكثف، وهذا يدل على أننا لسنا مصابين بما يسمى (مرض العرق البارد) أي الكثيف المعروف بالصدمة الخمجية..!! وبعدها أختم فأقول: من الحكمة أن يتعامل الإنسان وخاصة في رمضان مع تقلباته الجسدية بنوع من الوعي المتقدم، لذا أنصح بقراءة كتاب (يوم من الحياة في جسمك) ل "جينيفر أكيرمان" الذي يمنحنا قدرة على تحقيق المفهوم النبوي (إن لجسدك عليك حقاً) وكم هو التعرق صيفاً.. نعمة!