"قصاصة" صغيرة مصورة انتشرت بين الناس وتناقلت صورتها مواقع إلكترونية، تضمن محتواها جملا حوارية بين شخصيتين نسائيتين، ولم يكن للمحتوى غرابة أو اهتمام لدى أناس كثر لكونه ربما "واقعاً"، بقدر ما كان للتعليق الذي كتب أسفل صور تلك القصاصة من تأثير واستغراب واستنكار أثار كثيرين وحرك مشاعر امتزجت بالغضب حوله وعدم القبول به. جمل الحوار في تلك القصاصة جاءت بعبارات تصور مشهدا معينا، ومنها كتب كالآتي: "فتحت الظرف فوجدت فيه ربطتين من عشرينات الدنانير الكويتية!!" يليها تساؤل على لسان سيدة تسأل سيدة أخرى: "داليا شنو هذا!!" لترد الأخرى بقولها: "نصيبج" أي بمعنى "نصيبكِ"، فتتفاجأ الأخرى وترد مستغربة بقولها: "نصيبي!!" لتؤكد لها الأخرى قائلة: "إيه حبيبتي نصيبج.. تبين تروحين (ت...ين) و(ترقصين) و(ته...ين) و(تتأخرين على البيت) ببلاش!! لازم يدفعون يا يمه".. لترد الأولى "منو اللي دفع؟!".. وهكذا كان الحوار في القصاصة الصغيرة التي صورت جزءاً من أسطر كتبت في إحدى الأوراق. هذه القصاصة انتشرت على أنها "من سيناريو مسلسل بنات الثانوية"، وهنا كانت المشكلة، وما بين مدى مصداقية ذلك من عدمها وترجيح أحدهما دون الجزم بالأمر وتحري الدقة لإثبات "ما يحصل فعلا"، وبين مشاعر عدم القبول بالإساءة ل"طالبات المدارس الثانوية" عموماً وللمجتمع ككل، جاء الاعتراض على العمل. لتتصاعد بعد ذلك مشاعر "الغيرة" وتثور ضجة كبرى، وحملة واسعة من الاعتراضات على عرض مسلسل "بنات الثانوية" الذي أنتجته مؤسسة دبي للإعلام خلال شهر رمضان على تلفزيون "دبي" الإماراتي وقناة "الوطن" الكويتية، في محاولة للحاق بالوقت والتدخل لمنع عرض العمل. ومن ضمن المطالبات بوقف عرض "بنات الثانوية"، ما طالب به نائب مجلس الأمة الكويتي محمد هايف بمنع عرض المسلسل مبرراً ذلك ب"إساءته لأهل وطالبات الكويت"، متوعدا وزير الإعلام باستجواب تحت قبة برلمان مجلس الأمة في حال سمح ببث المسلسل. ولم تجد قناة "الوطن" الكويتية إلا التجاوب مع "الجمهور الفني" وغيرهم من أفراد المجتمع، حيث طرحت الأمر على القراء والمشاهدين من خلال استفتاء على موقعها الإلكتروني يحمل سؤالا واحدا، هو: "هل يعرض "تلفزيون الوطن" مسلسل بنات الثانوية؟ مع خانتين للإجابة الأولى "نعم" والثانية "لا"، على أن يكون القرار النهائي لجمهور القراء والمشاهدين حسب النسبة الأكبر، وذلك بالرغم من تأكيد مؤسسة دبي للإعلام التي تعاقدت مع "تلفزيون الوطن" الكويتي على بث العمل، أن العمل لا يتضمن أي إساءة أو مخالفة للمبادئ السامية للشريعة الإسلامية، وأن العمل لا يتضمن أي مشاهد أو صور منافية للآداب العامة، كما أن المسلسل لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع القيم والمبادئ الدينية والاجتماعية أو السياسية والثقافية لدولة الكويت. وعلى مستوى تلفزيون "دبي"، فقد أكدت مؤسسة دبي للإعلام، بحسب مواقع إلكترونية ووسائل إعلام خليجية، أن رقابة تلفزيون دبي أجازت مسلسل "بنات الثانوية"، وسيعرض على قناتها خلال شهر رمضان، وجاءت الإشارة إلى أن "تلفزيون الوطن" الكويتي لم يتسلم إلا عددا بسيطا من حلقات العمل، في تلميح إلى أن الحكم يكون بالاطلاع على جميع تفاصيل المسلسل وحلقاته، كما أشير إلى أن المسلسل هو تجسيد لرواية الكاتب محمد النشمي التي تباع في أسوق الكويت، بعد أن أجيزت من الرقابة الكويتية. وتبقى مخاوف "المعترضين" على عرض العمل، قائمة رغم "تطمينات" المنتج المنفذ للعمل لصالح تلفزيون دبي محمد حسين المطيري، في تصريح تناولته صحف كويتية، حيث قال فيه: إن العمل خال تماما من أي إسفاف أو انحطاط، ولا يحتوي على أي ممارسات خاطئة ولا يسوق أو يعرض أي شذوذ، بل يراعي خصوصية المجتمع الخليجي.