للمرة الأولى منذ بداية العام انخفض حجم المواد البتروكيماوية التي تصدرها المملكة إلى الخارج في مايو الماضي، إلا أن قيمة تلك الصادرات حققت ارتفاعاً بفضل ارتفاع أسعارها في السوق العالمية. وهبط حجم صادرات المملكة من البتروكيماويات في مايو الماضي بنسبة 3.4%، مقارنة بما تم تصديره في مايو من عام 2010، وذلك وفقاً لإحصاءات صادرة عن الموانئ السعودية، فيما ارتفعت قيمتها بنسبة 39% خلال الفترة نفسها بفضل التحسن في أسعار البتروكيماويات، إلى جانب النمو الكبير في حجم الطلب من الأسواق الآسيوية، وبخاصة من اليابان التي شهدت مصانع الكيماويات فيها توقفاً في أعقاب الزلزال الكبير الذي تعرضت له في مارس الماضي. ومن ناحية الحجم، سجلت الموانئ السعودية صادرات بتروكيماوية يقدر حجمها بنحو 2.59 مليون طن في مايو الماضي بحسب البيانات الحديثة التي اطلعت عليها "الوطن"، مقارنة بنحو 2.68 مليون طن العام الماضي، فيما أوضحت بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات الصادرة الشهر الجاري ارتفاع قيمة صادرات البتروكيماويات في مايو إلى 4.8 مليارات ريال، مقارنة بنحو 3.45 مليارات ريال في الفترة المماثلة من العام الماضي. ولم يؤثر التراجع الذي سجلته المواد البتروكيماوية في مايو الماضي في حجم الصادرات البتروكيماوية خلال الأشهر الخمس الأولى من العام الجاري؛ إذ صدرت المملكة 12.6 مليون طن من البتروكيماويات بين يناير ومايو من هذا العام، مقارنة مع 11.8 مليون طن للفترة نفسها من العام الماضي. وشكلت البتروكيماويات نحو 34% من إجمالي قيمة صادرات المملكة غير النفطية في مايو، و بلغت 13.8 مليار ريال، فيما استحوذت صادرات البلاستيك على 30% من إجمالي الصادرات. وسجلت المملكة زيادة كبيرة في كمية المواد البتروكيماوية التي تم تصديرها منذ شهر مارس الماضي الذي شهد تعرض اليابان لزلزال مدمر، حيث تم تصدير 2.59 مليون طن من البتروكيماويات خلال مارس، ثم تلاه تصدير نحو 2.66 في أبريل، قبل أن تنخفض إلى 2.58 في مايو. وكان رئيس مركز تنمية الصادرات السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل قال في تصريحات سابقة إلى "الوطن" إن هناك خطوط إنتاج جديدة للعديد من المصانع دخلت حيز التشغيل خلال الربع الأول من العام الجاري، حيث أضافت شركات مثل الصحراء للبتروكيماويات وكيان وسبكيم العديد من المواد البتروكيماوية الجديدة وهو ما سيزيد من حجم الصادرات. وارتفعت أسعار المواد البتروكيماوية عالمياً بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار النفط، إذ ارتفعت أسعار النافتا التي يتم تكريرها من النفط واستخدامها كلقيم لإنتاج المواد البتروكيماوية، إلا أن أسعار اللقيم المستخدم في الإنتاج في المملكة لا تزال عند مستويات منخفضة مقارنة بباقي العالم، الأمر الذي يعني أن شركات البتروكيماويات شهدت تحسناً كبيراً في هامش الربح لديها.