قررت بلغاريا أمس طرد مستشار الشؤون القنصلية في السفارة الليبية إبراهيم الفوريس، فقاد انقلاباً على نظام القذافي وانضم للثوار. وأعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية البلغارية فيسيلا تشيرنيفا أمس إن "بلغاريا اعتبرت الفوريس شخصاً غير مرغوب فيه، ويجب أن يغادر البلاد خلال مهلة 24 ساعة" بدون مزيد من التفاصيل حول أسباب طرده. وأضافت أن "مذكرة تستند إلى البند التاسع من معاهدة فيينا، أعلن بموجبها الفوريس شخصاً غير مرغوب فيه، سلمت أمس إلى المكلف بالشؤون الليبية في صوفيا". وبعد إبلاغ السفارة أثار القرار غضباً فيها، حيث أعلن عدد من موظفيها "تأييدهم للثورة". وقاد الفوريس مجموعة من زملائه في السفارة وسيطر على مقرها، بعد أن حبس القائم بالأعمال في غرفة مع السكرتير الأول عندما رفضا الإنضمام إليهم، قبل إطلاق سراحهما. واستبدل أفراد المجموعة العلم الليبي بعلم المجلس الانتقالي، ومزقوا صور القذافي، معلنين انضمام السفارة للمعارضة. لكن وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف أوضح أن "ما يحدث في السفارة لا علاقة له بقرار الخارجية سحب اعتماد المستشار القنصلي الليبي". وأضاف أن "هذا القرار سببه نشاطات في الأشهر الأخيرة لا تتوافق مع معاهدة فيينا والوضع الدبلوماسي". وأكد أن بلغاريا علقت في الوقت الراهن اتصالاتها بالسفارة الليبية في صوفيا. يذكر أن بلغاريا اعترفت رسمياً بالمجلس الانتقالي في يونيو الماضي. من جهة أخرى، أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا عبد الإله الخطيب والمجلس الوطني الانتقالي أمس أنهما ناقشا بعض الأفكار العامة لبدء عملية سياسية تضع نهاية للحرب، لكن لم تطرح أي مبادرة محددة للنقاش. وأوضح الخطيب عقب الاجتماع أنه سيتوجه إلى طرابلس اليوم لاستطلاع وجهات النظر هناك. وبدوره أكد عضو المجلس البارز محمود جبريل أن المعارضة لن تقبل أي مبادرة لا تتضمن خروج القذافي من السلطة كخطوة أولى نحو السلام. في غضون ذلك، اتهم نظام القذافي قوات حلف شمال الأطلسي أمس بقتل سبعة أشخاص على الأقل في غارة على عيادة طبية وتدمير مخازن أغذية في مدينة الزلتان غرب ليبيا. وكان الأطلسي أعلن أمس أن طائراته نفذت 43 طلعة قتالية في ليبيا واستهدفت مقدرات كتائب القذافي في عدد من مناطق البلاد، أول من أمس. وأضاف أن طائراته دمرت مخزناً للذخيرة قرب البريقة، ومنصة لإطلاق الصواريخ ومخزناً للذخيرة ودبابة واحدة قرب طرابلس، كما دمرت عدداً من الآليات الحربية قرب مدن زليتن والزنتان وودان وغريان جنوب غرب العاصمة. إلى ذلك، يعكف الثوار الليبيون في البريقة على إزالة الألغام لتأمين المدينة، لكن قلة العتاد تعيق مهمتهم وتقدمهم. وصرح الناطق باسم قوات الثوار في أجدابيا محمد الزواري أن مشكلة الألغام عطلت تقدم الثوار الذين يحاولون أن يخلصوا البريقة تماماً من القوات النظامية. وأضاف أن الثوار أسروا منذ أن دخلوا البريقة في 18 يوليو الجاري ما بين عشرة إلى عشرين جندياً نظامياً، لكن لا يزال في المدينة جيوب مقاومة. وأفاد أن أحد الأسرى أكد أن قوات النظام زرعت "أكثر من 45 ألف لغم" حول البريقة. وهو ما أكده الناطق العسكري العقيد أحمد عمر الباني، مشيراً إلى أن إزالة الألغام عرقلت حملة الثوار في البريقة.