قالت وزيرة السياحة السورية لمياء عاصي في مقابلة خاصة مع "الوطن" أن عدد السوريين الذين زاروا المملكة بغرض السياحة الدينية العام الماضي بلغ نحو 1.54 مليون زائر، في مقابل 436 ألف سائح سعودي زاروا سورية في الفترة ذاتها، وهو ما يعني أن سياحة السوريين في المملكة تفوق سياحة السعوديين في الاتجاه المعاكس بأكثر من 3 أضعاف، موضحة أن عدد السوريين المغادرين إلى المملكة بقصد العمل بلغ نحو 44 ألف شخص، وذلك وفقا لنتائج مسوحات السياحة المغادرة المنفذة بالتعاون مع المكتب المركزي للإحصاء لصالح وزارة السياحية السورية. وأضافت أن نسبة السياح السعوديين الذين قدموا إلى سورية عام 2010 يحتلون المرتبة السادسة بين نظرائهم العرب والأجانب، ويشكلون 6% من مجمل عدد السياح الذي بلغ نحو 8.46 ملايين سائح العام الماضي أنفقوا نحو 7.7 مليارات دولار شكلت نحو 14% من الناتج الإجمالي المحلي للبلاد، حيث بلغ متوسط الإنفاق لكل سائح نحو ألف دولار. وحول تأثر قطاع السياحة في سورية بسبب الأحداث الجارية في البلاد، أوضحت عاصي أنها انخفضت بنسبة 26% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري لدى مقارنتها بالفترة نفسها من عام 2010، مؤكدة تأثر القطاع الفندقي سلبا، حيث انخفضت نسبة الإشغال الفندقي بنهاية شهر مايو الماضي إلى 24%، مقابل 64% عام 2010. ورافق ذلك هبوط في الإنفاق السياحي بنسبة 17%، أي ما يعادل 18 مليار ليرة سورية (نحو 360 مليون دولار). أما في ذروة الموسم حاليا، فقد قاد انعدام القدوم السياحي بشكل كبير إلى انخفاض نسبة الإشغال هذا الصيف بشكل هائل. وعند سؤالها عن الخطة الإنقاذية البديلة لتعويض السياحة الخارجية، قالت عاصي إن أول خطوة للبدء بحل المعضلة هي تشجيع السياحة الداخلية لزيادة نسبة الإشغال، عبر تقديم عروض سياحية متكاملة بين المحافظات من خلال تخفيض الأسعار على الخدمات المقدمة بشكل معلن يتناسب مع دخل المواطن، إلى جانب إطلاق مهرجان في دمشق وحلب واللاذقية وطرطوس ليعاد استئنافه بعد شهر رمضان في محاولة لتقليل الخسائر في المنشآت السياحية. وأكدت الوزيرة السورية أن وزارة السياحة انتهت من إعداد مذكرة لرئاسة مجلس الوزراء لإعادة النظر بموضوع ضريبة الإنفاق الاستهلاكي، التي تبلغ 10 % على جميع المنشآت السياحية من نجمة حتى 5 نجوم وتجزئتها حسب تصنيفها لتقليص الأعباء الضريبية على تلك المنشآت. وبالنسبة لخطتها لمرحلة ما بعد انتهاء الأحداث الجارية حاليا في سوربة، بينت عاصي أن توجهات الوزارة في المرحلة المقبلة تتركز على الترويج السياحي لسورية في روسيا وإيران، إلى جانب تشجيع الاستثمار السياحي عبر الملتقيات وتبسيط الإجراءات وتسهيلها أمام المستثمرين من كل الجنسيات. واعتبرت أن السياحة هي النفط المستدام والقابل للزيادة، وهي مصدر طبيعي وتاريخي وحضاري، وأن المهمة الأولى للوزارة هي مساعدة المستثمر وتنشيط السياحة وزيادة عدد المنشآت السياحية في سورية.