قبل أربعة أشهر فقط، انهمرت الدموع على وجوه الملايين من اليابانيين بسبب الزلزال الذي ضرب بلادهم وموجات المد العاتية (تسونامي) التي أودت بحياة الآلاف وخلفت الكثير من آثار الدمار والخراب. لكن اليابانيين استيقظوا أمس على ابتسامة قلما تتكرر عندما وصلت لاعبات المنتخب الياباني الفائز بلقب بطولة كأس العالم السادسة لكرة القدم للسيدات التي اختتمت فعالياتها الأحد في ألمانيا. ورسم هذا الفريق الابتسامة على وجوه الملايين من اليابانيين على مدار اليومين الماضيين قبل أن تشهد العاصمة اليابانية طوكيو أمس استقبالاً حافلاً للبطلات اللاتي ارتسمت على وجوههن الابتسامة العريضة بالإنجاز الكبير. وتوج المنتخب الياباني بلقب كأس العالم للسيدات 2011 بعد فوزه على نظيره الأميركي العريق بضربات الترجيح 1/3 بعد انتهاء المباراة النهائية بينهما بالتعادل 2/2. وقالت حارسة المرمى آيومي كايهوري "أمتنا لا تعيش أفضل فتراتها حالياً، وأعتقد أننا منحنا سعادة طاغية إلى كل اليابانيين، كان ذلك هو حافزنا منذ البداية". وربط وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا بين فوز الفريق باللقب العالمي وكارثة مارس الماضي التي تمثل واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في التاريخ. وقال توشيمي "أشعر بالسعادة، الفريق أظهر إصراراً هائلاً ووجه رسالة جيدة تحث الجميع على التعافي بعد الكارثة التي عانيناها". ولم ينس الفريق الياباني ذكريات هذه الكارثة حيث ظلت صور الدمار والخراب والقتلى عالقة في أذهان اللاعبات منذ الدقيقة الأولى في البطولة لتكون حافزا لهم على تحقيق إنجاز حقيقي. وحرصت اللاعبات على حمل لافتة قبل بداية كل مباراة للفريق كتب عليها "أصدقاؤنا في كل مكان، نشكركم على المساندة والدعم". كما عمد المدرب نوريو ساساكي قبل كل مباراة للفريق إلى عرض مقاطع فيديو وصور للزلزال والكارثة التي خلفها مع متابعتها بعبارة "ماذا يمكننا أن نفعل الآن ؟".