باتت حكاية الأهلي والمدربين موال كل موسم، لكنه موال لا يطرب جماهير النادي الذي أعلن مبكراً توصله لاتفاق مع المدرب الروماني دان بتريسكو بتوصية من ابن جلدته مدرب فريق الهلال السابق أولاريو كوزمين، قبل أن يغلق هذا الملف بسبب مطالبه المالية المبالغ فيها والبالغة 6 ملايين دولار (22 مليون ريال سعودي). وبعد بتريسكو تحول الأمر إلى السويسري لوسيان فافري الذي رفض ناديه الألماني بروسيا دورتموند التفريط فيه حسب تأكيدات صدرت من قلب شارع التحلية. ثم جاءت الأخبار هذه المرة من داخل النادي مؤكدة النجاح في إقناع مدرب ريفر بلايت الأرجنتيني رامون دياز في إمضاء عقد مع الفريق، لكن الأمر انتهى على الطريقة المصرية "المدرب فص ملح وداب". ثم جاء الدور بعد ذلك على شيخ مدربي الدوري الألماني، الهولندي لويس فان جال الذي كان محط أنظار مسؤولي المنتخب السعودي، والذي أكد عبر تصريحات أنه لا يفكر في أن يأتي للشرق الأوسط. ثم طفا على السطح خبر التفاوض مع مدرب سانت اتيان الفرنسي كريستوف جالتييه الذي ظهر اسمه فجأة قبل أن يختفي فجأة. ولم يكتف مسؤولو الأهلي بهذه التسريبات، بل كانت هناك تسريبات حول قبول الهولندي ماركو فان باستن تدريب الفريق، وأخرى عن الدخول في مفاوضات مع الأرجنتيني جابرييل كالديرون وابن جلدته انزو هيكتور اللذين يغادران نهاية كل موسم، ليعودا للدوري السعودي في منتصف الموسم الذي يليه. المثير في قضية الأهلي أن تتويجه بكأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال لم يشفع للفريق في الاستقرار الفني، فالأهلي يسير في ذات النفق الذي سار فيه الموسم الماضي، والذي أحرجه كثيراً، ففي كل أندية العالم تجلب البطولات الدعم والمساندة والاستقرار، وحتى هذه الساعة لم يدخل خزينة النادي سوى 10 ملايين ريال تكفل بها رئيس المجلس الشرفي الأمير خالد بن عبدالله الذي تكفل أيضاً بصفقة التعاقد مع البرازيلي مارسيلو كماتشو البالغة 2.5 مليون دولار (9.3 ملايين ريال)، إضافة لدعم بلغ 1.7 مليون ريال تكفل به شخصية اجتماعية كبيرة (يفضل الأهلاويون عدم البوح باسمها). ويخشى الأهلاويون من بداية متعثرة في الدوري في نسخته المقبلة، على غرار حال الفريق منذ عام 2003 حيث لا يستيقظ الفريق إلا مع مباريات الدوري الثاني، حيث يتفرغ منسوبوه حالياً للتجول مع الكأس التي أحرزوها أخيراً على طريقة برنامج القناة السعودية القديم الشهير (ربوع بلادي) من تقديم المذيع خالد زارع (رحمه الله) صاحب المقدمة الشهيرة ربوع بلادي..علينا بتنادي، في وقت تطالب الجماهير فيه إدارة النادي بالتعجيل في التوقيع مع مدرب يعيد الأهلي للمقارعة على كبرى البطولات بطولة الدوري. من جهة أخرى تغادر بعثة الفريق اليوم إلى الباحة براً لإقامة معسكر داخلي لمدة 10 أيام قبل التوجه إلى الإمارات للمشاركة في البطولة الودية التي تمثل آخر استعدادات الفريق قبل انطلاقة الموسم الجديد. وسيشرف على تدريبات الفريق في المعسكر المدرب التونسي فراس بالي، حيث يتوقع أن يشهد الأسبوع الأول منه غياب بعض اللاعبين، ومنهم المنضمون إلى المنتخب السعودي الأول وكذلك اللاعبون المحترفون. من جهة أخرى، ينتظر أن يصل المحترف الكولومبي خايرو بالومينو إلى جدة الأسبوع المقبل، حيث سيخضع للكشف الطبي بجانب زميله كماتشو، ولم يتحدد حتى الآن ما إذا كان سينضم هذا الثنائي المحترف إلى معسكر الفريق في الباحة. ولازال النادي يتحفظ على عدد من اللاعبين الذين سيتم إعارتهم الموسم المقبل ليأخذوا فرصتهم في المشاركة مع الفرق الأخرى، حيث يتوقع أن يصل عددهم إلى خمسة لاعبين ما بين معارين أو مستغنى عنهم بشكل نهائي، من أجل الوصول إلى قائمة اللاعبين المطلوبة للموسم الجديد (30 لاعباً)، كما سيتم تصعيد خمسة لاعبين بدلاً منهم من الأولمبي إلى الفريق الأول. وكانت إدارة النادي تلقت عروضاً من أندية ترغب في خدمات عدد من لاعبي فريقها الكروي بالإعارة، إلا أنها فضلت التريث حتى يتم التعاقد مع المدرب الجديد ليحدد استمرارهم من عدمه إلى جانب إعطائهم الفرصة الكاملة قبل اتخاذ القرار المناسب.