غاب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للمرة الأولى منذ33 عاما عن الاحتفالات بذكرى توليه السلطة فيما نظم أنصاره مسيرات مؤيدة في صنعاء واجهتها مسيرات أخرى في العاصمة وتعز أطلق عليها "يوم الغضب". وأعلنت مصادر رسمية يمنية أن الرئيس صالح زار أمس عدداً من المسؤولين الذين نقلوا معه للعلاج في السعودية في يونيو الماضي. وأشارت المصادر إلى أن الزيارة شملت رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني ومحافظ صنعاء نعمان أحمد دويد، إضافة إلى إمام مسجد الرئاسة الشيخ علي المطري وأحد أفراد حراسة الرئيس. وتزامنت الزيارة مع احتفال أنصار الرئيس صالح في اليمن بالذكرى الثالثة والثلاثين لتوليه الحكم في شمالي البلاد قبل توحيدها عام 1990. وأفادت المصادر أن الرئيس صالح أجرى من مقر إقامته بالمستشفى العسكري بالرياض اتصالات هاتفية بكل من رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، ونائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي، ونائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبو راس. في المقابل، خرج آلاف المعارضين إلى الشوارع في صنعاء ومدينة تعز أمس في مسيرة أطلق عليها "يوم الغضب"، حيث رددوا هتافات معادية للحكومة بمناسبة ذكرى تولي صالح مقاليد السلطة. في الأثناء اتهمت السلطات الأمنية المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك بالتسبب في جرح خمسة من أنصار الرئيس صالح في محافظة عمران شمالي صنعاء. وأوضح مدير أمن عمران العميد عبدالله دبوان أن "الحادث وقع عندما قام أحد المندسين من عناصر أحزاب تكتل اللقاء المشترك بمهاجمة المواطنين وسط المدينة وألقى قنبلة هجومية عليهم أثناء احتفالهم بمناسبة 17 يوليو مساء السبت". على صعيد آخر بدأ المسلحون القبليون في محافظة أبين جنوبي البلاد زحفهم صوب مدينة زنجبار عاصمة المحافظة لتحريرها من العناصر المسلحة التي يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة، التي تسيطر عليها منذ أكثر من شهر ونصف بناءً على الاتفاق الذي تم في اللقاء بين قبائل أبين الهادف لتطهير مناطقها . وذكرت مصادر محلية أن عدداً كبيراً من المسلحين القبليين قاموا بالانتشار على طول مناطق محافظة أبين لقطع طرق الإمدادات والمؤن عن العناصر المسلحة التي تنتمي للجماعات الإسلامية المتشددة وتنظيم القاعدة وتطلق على نفسها اسم "أنصار الشريعة في أبين"، تمهيداً لزحفها باتجاه مدينة زنجبار بعد تطهير مديريتي مودية والوضيع. وكانت زنجبار عاصمة أبين شهدت مساء أول من أمس مواجهات مسلحة بين الوحدات العسكرية التابعة للواء 25 ميكانيكا والعناصر المسلحة التي تحاصرها، خلفت العديد من القتلى والجرحى في الطرفين. كما قصفت مدفعية الجيش عدداً من المواقع في زنجبار التي تتمركز فيها العناصر المسلحة.