عندما بدأت حركة التغيير الشاملة في إدارات الأندية الأدبية عام 2006 ، حدثت ضجة إعلامية كبيرة رافقتها تساؤلات عديدة حول جدوى الخطوة التي أكدت الوزارة حينها أنها ستنتهي بالانتخاب، وهو ما حدث الآن بعد جدل أكبر ما زال قائما حول اللائحة المنظمة للجمعيات العمومية. أما في الضفة الأخرى من المؤسسات الثقافية، وهي فروع جمعيات الثقافة والفنون التي تأسس مركزها الرئيسي عام 1973 ، فإن الأمر بقي جامدا حتى قبل أشهر قليلة، حيث بدأت "حركة كراسي" هادئة وحذرة انطلقت بتعيين مدير عام للمركز الرئيسي بجمعية الثقافة والفنون هو الكاتب والفنان المسرحي عبدالعزيز السماعيل، ثم التدرج في تعيين مديرين جدد لبعض الفروع منها جدة التي عين فيها الكاتب عبدالله التعزي والشاعر عيد الحجيلي في المدينةالمنورة ومحمد السروي في أبها. ولم يظهر على السطح إلى الآن أي ضجيج إعلامي حولها على الرغم مما يقال عن بعض العراقيل التي قد تقف في وجه أي تغيير حقيقي. لكن التساؤل الذي بدأ يطرح في الوسط الثقافي هو: هل ستنتهي حركة الكراسي في فروع الجمعيات بالانتخاب كما حدث في الأندية؟ يجيب مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون" السماعيل "الوطن": شخصيا أتمنى الوصول لانتخاب مجلس إدارة الجمعية من قبل جمعية عمومية من مختلف مناطق المملكة، ولكن الأمر يتعلق بإقرار تنظيم إداري حول ذلك من قبل الجهات العليا، فما هو متبع الآن هو التعيين..عموما التغيير والتطوير بدأ في جميع هياكل الجمعية وسيستمر في جميع المجالات. وما دام "التغيير والتحديث بدأ" كما يقول السماعيل فإن جميع استطلاعات الرأي الصحفية وغيرها تؤكد أن المشكلات والعوائق الأساسية التي تواجه فروع جمعيات الثقافة هي مشكلات"مالية وإدارية"، فالمالية تتركز في ضعف الميزانيات المخصصة وعدم كفايتها لأي نشاط نوعي. والإدارية هي في مركزية توزيع هذه الميزانية. وهنا يبدو السماعيل متفائلا بمرحلة جديدة حيث يتوقع أن تتغير الحال في ميزانية العام المقبل.. يقول " نحن ندرك ضعف الميزانيات المخصصة للفروع وقبلها المركز الرئيسي، ولكننا أمام مرحلة جديدة ستبدأ بإذن الله من العام المقبل، وذلك بزيادة المخصصات المالية بالشكل الذي يعطي نشاطا نوعيا". وعن أبرز وسائل جلب الدعم المالي الكافي قال" هناك مساع جادة الآن للحصول على مبلغ العشرة ملايين ريال التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين أسوة بالأندية الأدبية التي حصلت عليها، وهذا متوقع إن شاء الله، لأن جميع مؤسسات الثقافة في البلد تتلقى دعما لا محدودا من قبل الحكومة ". وكانت أصوات قد ارتفعت عقب التغييرات الجديدة في إدارات الجمعيات، تشكك في جدوى الخطوة واصفة إياها بأنها مجرد " ترقيع"، وهنا يؤكد السماعيل أن الهدف من التغيير هو " ضخ دماء جديدة في أجساد هذه الجمعيات، فالطاقات الشابة موجودة وقادرة على استلام زمام الأمور والانطلاق بالجمعيات إلى آفاق أوسع" . ويتابع" حقيقة جميع مديري الفروع السابقين أدوا مهماتهم بكفاءة عالية حسب الإمكانات المتاحة، ولذلك هم ونحن راضون عما أنجزوه، خصوصا أن العمل في فروع الجمعية أشبه بالعمل التطوعي لضعف العائد المادي". ويتطلع المهتمون بالثقافة والفنون أن يصاحب التغيير الإداري تطوير في الأنشطة، وهو ما يؤكده السماعيل" لدينا خطة تطويرية جاهزة للاعتماد، ستكون نقلة نوعية كبيرة في النشاط كما وكيفا، وفي جميع الفنون المسرح والتشكيل والتصوير والسينما والفن الشعبي وجميع الفنون التي تقوم عليها الجمعية". وينفي السماعيل وجود مشكلات واجهت المركز الرئيسي في عملية " تجديد الدماء "، قائلا" على العكس كان الجميع متجاوبين جدا، ولم يرفض أحد تقديم الاستقالة"، مضيفا "بعضهم هو من طلب الاستقالة بل ورشحوا لنا من يخلفهم".