قال الكاتب والروائي المصري جمال الغيطاني: "إن ثورة 25 يناير خلقت وسائل جديدة في صناعة الثورات"، مشدداً على أنه "لا يمكن القول بأن دور الأدب انتهى أو مات، لأن الأدب هو الذي مهد طول الخمسين سنة الماضية للثورة لكنه لم يشعلها"، مذكراً في هذا السياق بروايتي نجيب محفوظ "اللص والكلاب" و"ثرثرة فوق النيل" وغيرهما. وسجل الغيطاني في سياق حديثه عن التغيير السياسي الذي شهدته مصر في خضم ما أضحى يعرف ب"الربيع العربي"، وذلك خلال ندوة "انحسار دور النخب في حركات التحديث العربية" التي اختتمت أول من أمس بمهرجان أصيلة الثقافي بالمغرب، أن النخبة التقليدية الموالية لنظام الحكم السابق لم تستقرئ جيداً دلالات اللحظة السياسية والاجتماعية التي كانت تمر بها البلاد، موضحا أن الشباب المصري كان في تلك الأثناء يعيش عصر التكنولوجيا الحديثة وثورة مواقع التواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم الافتراضي منطلقا لقيادة التغيير على أرض الواقع. من جهته، اعتبر رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة محمد عبد الغفار أن النخب تتعدد وتتنوع من حيث مهامها وأدوارها في قيادة ركب التنمية والتحديث، مشيراً إلى أن إحدى أبرزها هي النخبة "المعولمة" ذات الإسهام الإيجابي في مسلسل التطوير الذي تشهده الدول العربية. بدوره، قال الأستاذ الجامعي والكاتب مبارك ربيع، إن الأنظمة العربية ظلت ولزمن طويل بعيدة عن التحولات العميقة التي كانت تشهدها أوروبا في سعيها إلى تحقيق التقدم والازدهار على جميع الأصعدة، وبالتالي فإنها لم تحاول الاستعانة بالتجربة الأوروبية في التأسيس لتغيير حقيقي ينبني على أسس ديموقراطية صلبة. إلى ذلك، تتواصل فعاليات موسم أصيلة في دورته ال33 بتنظيم ندوة "الإعلام العربي والأفريقي: صورة الواحد في إعلام الآخر"، بمشاركة عدد من الإعلاميين والباحثين من بينهم صالح القلاب (الأردن) وأنس الراشد (الكويت) وإياد أبو شقرا (لبنان) وراشد العريمي (الإمارات) وعثمان العمير (السعودية) وسمير عطا الله (لبنان) وعبدالله البقالي ومحمد الأشهب (المغرب) وسليمان جودة وجميل مطر (مصر) وسيدي محمد ولد الأمجاد، وموسى ولد حامد (موريتانيا).