بعد فشل الخيار العسكري في حل الأزمة الليبية طيلة الأشهر الخمسة الماضية، تصدر الحل السياسي أجندة الجهود الدولية، ومالت مواقف الدول المتشددة إلى الاحتكام لوقع طاولات المحادثات بديلا عن صوت المعارك. وفي هذا الشأن أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون في الجمعية الوطنية أمس أن ملامح حل سياسي في ليبيا "بدأت ترتسم". وقال فيون الذي طلب من النواب السماح للحكومة بتمديد التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا: إن "حلا سياسيا في ليبيا ضروري أكثر من أي وقت مضى وقد بدأت ملامحه ترتسم". وأضاف "فلتكن الأمور واضحة. لم نقل أبدا أو نعتقد أن التدخل في ليبيا سيكون سهلا، وينتهي في غضون بضعة أيام". وتابع "شروط وقف العمليات العسكرية معروفة: وقف حقيقي لإطلاق النار يفترض عودة قوات الرئيس معمر القذافي إلى ثكنها. ووقف التجاوزات ضد المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وأخيرا تنحي القذافي عن السلطة". وكان وزير الخارجية آلان جوبيه أكد في وقت سابق أمس أن مناقشات واسعة النطاق تجري بين طرابلس ودول أخرى لإنهاء الأزمة الليبية، لكن لم تبدأ مفاوضات شاملة بعد. وأضاف "الكل يجري اتصالات مع الكل. النظام الليبي يوفد مبعوثين إلى كل مكان إلى تركيا ونيويورك وباريس، المبعوثون يقولون لنا: إن القذافي مستعد للرحيل ودعونا نتحدث بشأن هذا. لكن جوبيه لم يكشف عن هوية هؤلاء المبعوثين. وأضاف "المسألة لم تعد متعلقة برحيل القذافي من عدمه بل متى يحدث هذا وكيف؟". وكان تجاوب طرابلس واضحا مع الجهود الدبلوماسية، حيث أكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أن طرابلس مستعدة "للتفاوض بلا شروط، ويمكن للزعيم الليبي أن يتنحى". وأضاف: أن القذافي لن يتدخل في المناقشات، وأنه مستعد لاحترام قرار الشعب. بدوره أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس أنه لا تهمه سوى "المبادرات الجدية" القائمة على رحيل القذافي. وقال أحد الناطقين باسم المجلس، محمود شمام إن "المجلس لن يأخذ في الاعتبار سوى المبادرات الجدية التي تنص دون لف ولا دوران على رحيل القذافي وأبنائه". وفيما يلتقي زعماء المجلس الانتقالي مع مسؤولين من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم، يعقد الاجتماع الرابع لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا في إسطنبول الجمعة المقبل. وسيتناول الاجتماع الذي تشارك فيه مصر، الآلية المالية لدعم ومساعدة المجلس الانتقالي وخطة إعادة إعمار ليبيا. وفي جنيف، اعترفت الخارجية السويسرية بالمجلس الانتقالي الليبي ممثلا شرعيا، وأعلنت أنها سترسل دبلوماسيا إلى بنغازي لفتح ممثلية فيها. وعلى الصعيد العسكري، نفذ حلف الناتو 49 طلعة قتالية في ليبيا أول من أمس، استهدفت مقرات كتائب القذافي. وقال في بيان من بروكسل أمس: إن طائراته دمرت آليات ومقدرات عسكرية في كل من مصراتة وقرب طرابلس، وودان، وقرب زوارة على مشارف الحدود التونسية. وفي بروكسل أيضا، علق البرلمان الأوروبي عضوية ليبيا في الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط.