قالت الحكومة الفرنسية أمس ان مبعوثين للزعيم الليبي معمر القذافي يجرون اتصالات مع أعضاء في حلف شمال الاطلسي لابلاغهم باستعداده للتنحي في أحدث مؤشر على نهاية محتملة للأزمة عن طريق التفاوض. وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمام لجنة برلمانية قبل التصويت على تمديد العمليات العسكرية التي تقوم بها فرنسا في ليبيا «أصبح الآن الحل السياسي لا غنى عنه أكثر من أي وقت مضى وبدأ يتبلور». وتركزت جهود دول حلف الاطلسي بقوة حتى الان على الضربات الجوية ودعم المعارضة التي تحاول الاطاحة بالقذافي لكن بعد مرور خمسة اشهر على الحملة الجوية دون إحراز تقدم حاسم بدأ الاهتمام يتحول للبحث عن حل سياسي. وفي وقت سابق قال الان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي ان مبعوثي حكومة القذافي على اتصال بالعديد من اعضاء حلف الاطلسي وان كان قال انه لا توجد مفاوضات كاملة حتى الان. واضاف «المبعوثون يقولون لنا ان القذافي مستعد للرحيل ودعونا نتحدث بشأن هذا»، مضيفا ان المبعوثين قالوا انهم جاءوا باسم القذافي. وقال جوبيه «المسألة لم تعد متعلقة برحيل القذافي ام عدمه بل متى يحدث هذا وكيف». وتابع لراديو فرانس انفو «الكل يجري اتصالات مع الكل. النظام الليبي يوفد مبعوثين الى كل مكان الى تركيا ونيويورك وباريس». واكد جوبيه ان هناك اتصالات لكنها ليست مفاوضات حقيقية في هذه المرحلة. ولم يتضح بعد مدى مصداقية المعلومات التي نقلها المبعوثون، وحذر عدد من المراقبين قائلين ان هناك حاجة لتوخي الحذر في التعامل مع كل ما يصدر عن الحكومة الليبية. وتقول مصادر ان المبعوثين مساعدون مقربون من القذافي ويتصلون بوسطاء يرفعون تقاريرهم مباشرة الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ولم يتضح كيف يمكن اقناع القذافي الذي رفض مجرد التفكير في التنحي عن السلطة بتغيير رأيه من خلال المفاوضات. وقال محللون ان القذافي لن يتنحى الا اذا لم يكن امامه خيار آخر وان الدعوة الى التفاوض قد تفسر في طرابلس على ان عزم الغرب بدأ يضعف وقد تشجع القذافي على التشبث بالسلطة. وقال كريم بيطار خبير شؤون الشرق الاوسط بمركز ابحاث (اي.ار.اي.اس) في باريس ان المفاوضات بين المعارضة ومعسكر القذافي ستكون على الارجح معقدة للغاية. وقال «انها (ليبيا) ليست بلاد تقتسم السلطة بسهولة. هناك ستة ملايين نسمة وبعض القبائل القوية واحتياطات النفط مركزة تقريبا في منطقة واحدة ولذلك ليس من السهل التوصل الى اتفاق يقف فيه القذافي على الهامش ويتخلى عن السلطة». وفي حديث مع صحيفة لو فيجارو الفرنسية أمس قال رئيس الوزراء الليبي البغدادي ان طرابلس مستعدة «للتفاوض بدون شروط» لكن يجب وقف القصف أولا. واضاف ان الديمقراطية لا تقوم تحت القصف ولا يمكن ان تعمل بهذا الشكل. وحين سئل المحمودي عما اذا كان القذافي يمكن ان يستبعد من اي حل سياسي قال ان الزعيم الليبي يمكنه ان يتنحى، وقال ان القذافي لن يتدخل في المناقشات وانه مستعد لاحترام قرار الشعب.