تأييد الجامعة العربية لمفاوضات غير مباشرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل، يعطي عدة مؤشرات؛ فهو يوفر المظلة السياسية للسلطة الوطنية الفلسطينية التي تواجه انقساما داخليا منذ انفراد حماس بحكم غزة. وهو أيضا يؤسس لمناخ دولي لإحراج إسرائيل التي تحاول التملص من الضغوط الأمريكية. حيث تشهد العلاقات بين البلدين بعض الغيوم بسبب سياسة حكومة نتنياهو. فبعد التقارب الملموس مؤخرا بين واشنطن ودمشق سرب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز شائعة تزويد سوريا لحزب الله بصواريخ سكود عن طريق الرئيس الفرنسي ساركوزي. ثم انتقلت الأجواء إلى الكونجرس الذي عاب على الرئيس الأمريكي تقاربه مع سوريا في ظل دعمها لمنظمة (إرهابية). المتوقع من قرار الجامعة العربية هو مساعدة واشنطن في مزيد من الضغط على إسرائيل وإبقاء الأخيرة في عزلتها الدولية وإحراج حكومتها اليمينية المتطرفة في خياراتها السياسية. وتقوية موقف السلطة الوطنية الفلسطينية. مع إبقاء الخيار مفتوحا أمام الجانب العربي لمزيد من الضغط لإيقاف مشروعات الاستيطان اليهودي. أما العشم في نتائج حقيقية لعملية السلام فأمر غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به. لأن الإرادة السياسية في السلام لدى تل أبيب ما زالت ضعيفة. وخيارات الضغط الأمريكية تبقى محدودة في ظل نشاط محموم لمنظمة (إيباك) لإيقاف ضغط الرئيس أوباما على إسرائيل. إن الإرباك الذي تعيشه الإدارة الأمريكية في سياستها الشرق أوسطية يتبدى في عدة ميادين، من أهمها الصراع العربي الإسرائيلي ومن سوء حظها أنها تسلمت الحكم في وقت اجتاحت فيه الشرق الأوسط قوى اليمين والتشدد عربيا وإسرائيليا. وهو ما يغري بدور سياسي متوازن وذكي للجامعة العربية.