كانت ليلة تتويج الأهلي مختلفة عن سائر الليالي، فقد سهر الأهلاويون حتى الفجر يحتفون بفريقهم، وتفجرت روح الفكاهة لدى كثير منهم متغنية بانتصار طال انتظاره. وشهد مقر النادي عقب انتهاء المباراة تجمعاً جماهيرياً كبيراً، حتى فجر أمس، حيث تواجد أهلاويون من مختلف الأعمار شباباً وكباراً وأطفالاً في مقر ناديهم للاحتفاء بفريقهم الذي نجح بتخطي جاره الاتحاد 4 /2 بركلات الترجيح من نقطة الجزاء، وتوج بطلاً لكأس خادم الحرمين الشريفين للمرة الأولى في تاريخه. وذكرعمر الحربي (60 عاماً) أنه ومنذ نفذ فريقه ركلة الجزاء الأخيرة التي حسمت اللقب لم يتمالك نفسه، ولم يشعر إلا وأنه يتوجه إلى مقر النادي، ولم يشعر بأي زحام على الرغم من الزحام الشديد، وقال "لأجل فرحتنا بالأهلي تحملنا كل شيء، وحرصت على اصطحاب أحفادي معي، فأنا منذ فترة طويلة لم أحضر إلى مقر النادي لتقدمي في السن، لكني مع التتويج قررت أن احتفل بطريقتي مع جماهير الأهلي، ونحمد الله على الفوز". وكانت قوافل سيارات الأهلاويين قد جابت شوارع جدة عقب التتويج، وخرج شبان كثر من نوافذها ملوحين ببالونات خضراء مضيئة، وبأعلام النادي، مطلقين العنان لأبواق السيارات في مسيرات فرح امتدت ساعات. وتركزت كثير من الاحتفالات في شارع التحلية حيث يقع مقر النادي، إضافة إلى احتفالات أخرى في الكورنيش، وفي عدد من الشوارع والأحياء، كما تزينت مبان كثيرة وكبيرة بأعلام كبيرة أفردت على طولها وحملت اللونين الأخضر والأبيض. وحضر الأهلاويون بدعاباتهم ونكاتهم التي أطلقوها تندراً وفرحاً، وتم تداولها عبر رسائل الجوالات، وبرامج الدردشة عبر البلاك بيري، وقالت إحداها "مشجع اتحادي طلق زوجته لماذا؟...لأنها قالت: وصلني لأهلي". ولم تقتصر الأفراح فقط على الجماهير، فبعد أن شاركهم اللاعبون الاحتفال، توجهوا صباح أمس إلى مكاتب حجوزات الطيران للترتيب لإجازاتهم التي منحت لهم حتى العودة إلى موعد التدريبات.