دفع زوار المدينةالمنورة، منذ نحو عامين ضريبة إغلاق عدد من المساجد التاريخية بعد أن تخلت أمانة المدينة وكل من فرعي هيئة السياحة والشؤون الإسلامية عن مسؤولياتهما، حيال ترميم وصيانة هذه المساجد في منظر عكس صورة سلبية عن الاهتمام بمعالم المدينة الإسلامية والحفاظ عليها. وتسبب الإغلاق في حرمان آلاف الزوار القادمين للمدينة من داخل وخارج المملكة من الاستمتاع بمشاهدة هذه المعالم، مما اضطر البعض منهم إلى تأدية تحية المسجد خارج أسواره. وانضم مسجدا أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، في المنطقة المركزية شمال الحرم النبوي الشريف، ومسجد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في منطقة المساجد السبعة، إلى مجموعة المساجد المغلقة في المدينةالمنورة بحجة الترميم بالرغم من انطلاقة الصيف وتزايد حركة السياحة الدينية. وكانت الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينة، قد أوضحت أن إغلاق مسجدي عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي في منطقة المساجد السبعة من قبل هيئة السياحة والآثار، فيما عادت السياحة لتبين أن القرار كان من لجنة خماسية. ورصدت "الوطن" الأسبوع الماضي، في جولتها على مساجد الصحابة في المنطقة المركزية، إقامة الصلاة في مسجد ذو النورين في حدود المنطقة المركزية، وإغلاق مسجد أبو بكر الصديق رضي الله عنه لمدة تجاوزت العام، على حد قول عدد من أصحاب المحال المجاورة للمسجد، فيما تقام الصلاة في مسجد الغمامة والذي يبعد عن مسجد أبو بكر عشرين مترا فقط، وجميعها تبعد عن الحرم النبوي الشريف مئات الأمتار فقط. وفي الجهة المقابلة من المنطقة المركزية لمسجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يحيط المسجد حفرة لمشروع ضخم أبقت الوصول إلى المسجد صعبا، كما أن الصلاة لا تقام به لإغلاقه لأكثر من عامين، إضافة إلى أن أسوار المشروع تحوي المسجد وتضعه وسط المشروع بالرغم من حداثة المبنى. من جهته، أوضح مدير فرع الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمدينة الدكتور محمد الخطري، أن سبب إغلاق مسجدي أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في المنطقة المركزية يرجع لمشروع ترميمها ولم يتم الانتهاء منه حتى الآن. وحول سؤال "الوطن"، أن ظاهر المسجدين يدل على حداثتهما، أوضح الخطري أن ذلك من الخارج فقط ولكن الداخل يحتاج لترميم. إلى ذلك، قال الباحث في معالم المدينةالمنورة الدكتور محمد أنور البكري ل "الوطن"، إنه صدر مرسوم ملكي بترميم مسجدي عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي رضي الله عنهما، وأوكل أمر ترميمها إلى أمانة المدينةالمنورة لكنها متقاعسة في عملية الترميم، بسبب عملية تدوير المهام بين هيئة السياحة والآثار والشؤون الإسلامية وأمانة المدينة. وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار أكدت في خطاب بعثته ل "الوطن" أن إغلاق مسجدي عمر بن الخطاب وسلمان الفارسي، رضي الله عنهما، كان قرار لجنة ضمت وزارة الداخلية، والهيئة العامة للسياحة والآثار، وإمارة المدينةالمنورة، ووزارة الشؤون الإسلامية، وأمانة منطقة المدينةالمنورة، ولم يكن قرار الهيئة.