الحرية.. كلمة طالما تشدق بها الغرب، وتطاول بها على البلدان العربية، لكن تلك الحرية الغربية لها مقاييسها الصارمة التي لا تحيد عنها. فحينما تهاجم أي نظام أو دولة غير غربية فأنت حر يجب أن يقف الجميع خلفك, وحينما تتطاول على الإسلام وتسيء إلى رموزه بكل بجاحة وعنصرية فأنت أيضاً حر تجب حمايتك، لكن بمجرد توجيهك انتقادا بسيطا لدولة الاحتلال الصهيونية، أو إظهار امتعاضك من الجرائم الصهيونية ضد الإنسانية، فعقابك سيكون أكبر مما تتخيل، بدءاً بفرية معاداة السامية وانتهاء بالحبس أو القتل. آخر لمحات الحرية الغربية ما أقدمت علية شركة "آبل" الأميركية أمس بإعلانها لإلغاء تطبيق لهواتف "آي فون" خاص بالانتفاضة الفلسطينية استجابة للضغوط الإسرائيلية لإزالة تطبيق، والذي يدعو الشباب الفلسطيني للمشاركة في الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. ونقل موقع "سي إن إن" عن متحدث باسم الشركة تبريره للاستجابة للضغوط الإسرائيلية بالقول: التطبيق ينتهك الخطوط العريضة للمطورين بالنظر إلى أنه يعد "معادياً لعدد كبير من الناس". وكانت وسائل إعلام غربية وإسرائيلية أشارت أمس إلى أن شركة "آبل" استجابت للطلب الإسرائيلي بإزالة التطبيق لكونه "يحض على القيام باحتجاجات عنيفة ضد إسرائيل"، بحسب ما ذكر وزير الإعلام الإسرائيلي. وقال موقع الإذاعة الإسرائيلية على الإنترنت إن "آبل" استجابت لطلب وزير الإعلام، يولي إدلشتاين، وأزالت من محلها التجاري الإلكتروني برنامجاً لهواتف الآي-فون يحض على القيام باحتجاجات عنيفة ضد إسرائيل. وأشارت الإذاعة إلى أن "مجموعة تنشط على شبكة الإنترنت كانت قد نظمت أعمال الشغب على حدود إسرائيل الشهر الماضي، تقف وراء هذا البرنامج الذي يطلق عليه اسم "الانتفاضة الثالثة". ونقلت عن الوزير الإسرائيلي ترحيبه بهذه الخطوة من جانب "أبل"، وأنها "أثبتت معارضتها للعنف والتحريض والإرهاب." ونقلت صحيفة "ها آرتس" الإسرائيلية أن الشركة الأميركية أزالت التطبيق الذي طورته شركة عربية تتخذ من دبي مقراً لها في الخامس عشر من يونيو الجاري، والذي مازال متوافراً للتحميل المجاني على موقع "آي تيونز" التابع لشركة أبل. يشار إلى أن التطبيق يقوم بتحديث المعلومات المتعلقة بما يسمى "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" لمن يقوم بتحميل التطبيق على جهازه "آي فون." ويقوم التطبيق بربط المعلومات التي يتم عرضها على صفحات "فيس بوك" أو "توتير" المتعلقة ب"الانتفاضة الفلسطينية الثالثة"، وبالتالي فإنه إذا كانت المعلومات المحدثة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لا علاقة لها بالانتفاضة الثالثة، فإن التطبيق لا يقوم بتحديث تلك المعلومات. ويأتي موقف شركة آبل الداعم لدولة الاحتلال الصهيونية مكملاً لما قامت به شركة "فيس بوك" في أبريل الماضي عندما استجابت لطلب إسرائيل بغلق صفحة على "فيس بوك" تدعو للانتفاضة الثالثة، والتي دشنها عدد من الشباب العربي بعد نجاح ثورتي مصر وتونس اللتين لعبت المواقع الاجتماعية دورا كبيرا في إنجاحهما، وحظيت الصفحة الفلسطينية بإقبال كبير منذ انطلاقها إلى أن أغلقتها إدارة الموقع. وقال بيان لموقع "فيس بوك": إن الجماعة التي أسست صفحة بعنوان "الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" والتي جمعت أكثر من 350 ألف مشترك خلال شهر، تمت إزالتها من الموقع، لأنها تحتوي على دعوات للعنف. وقال البيان: "بدأت الصفحة كدعوة للاحتجاج السلمي، رغم أنها استخدمت مصطلح ارتبط بالعنف في الماضي.. إضافة لذلك، أزال مديرو الصفحة في البداية التعليقات التي تروج للعنف". وتابع البيان: "غير أنه بعد انتشار الصفحة، بدأت تظهر تعليقات بلغت حد الدعوة المباشرة للعنف.. وفي نهاية المطاف انضم المديرون إلى تلك الدعوات. وبعد تلقي مديري الصفحة لتحذيرات متكررة بشأن التعليقات التي تنتهك سياساتنا، أزلنا الصفحة." وأضاف البيان: نحن مستمرون على الاعتقاد بأن الناس على صفحات موقع "فيس بوك" ينبغي أن يكونوا قادرين على التعبير عن آرائهم.. ونحن لا نلغي المحتوى الذي يعبر عن معارضته للدول أو الأديان أو الكيانات السياسية أو الأفكار السياسية، ومع ذلك، نحن نراقب الصفحات التي تردنا تقارير بشأنها ومن حدوث دعوات مباشرة للعنف أو التعبير عن الكراهية، كما حدث في هذه الحالة.. وسوف نتخذ إجراءات بحقها وسنواصل ذلك. وجاء إلغاء الصفحة وإزالتها بعد انتقادات عنيفة من الحكومة الإسرائيلية والمنظمات المؤيدة لإسرائيل بأن "فيس بوك" كان يتجاهل تعهداته وقوانينه، التي تمنع نشر محتوى يدعو للكراهية و التهديد أو يحرض على العنف. وكان وزير الإعلام الإسرائيلي قد طالب موقع "فيس بوك" بإزالة "جروب" يدعو لانتفاضة فلسطينية ثالثة، حيث بعث يولي أدلشتاين برسالة إلى مؤسس موقع "فيس بوك" مارك زوكربيرج طالبه من خلالها بالإغلاق الفوري للجروب، الذي صادف تدشينه ذكرى "النكبة الفلسطينية وإعلان الدولة الإسرائيلية." وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن "الخوف من حدوث ثورة شعبية فلسطينية على غرار ما حدث في مصر وتونس زاد بعد ظهور "الجروب الإلكتروني" الداعي إلى "انتفاضة ثالثة".