منذ بدايات شبابه، والمواطن محمد بن مشبب العلالي من سكان محافظة أحد رفيدة في منطقة عسير مولع بالتراث وجمعه، ومعرفة ما تشتهر به المناطق، من موروثات شعبية، وكنوز أثرية، وقد حرص منذ أكثر من عشرين عاما، على تتبع تراث المملكة بصفة عامة، ومنطقة عسير بصفة خاصة، وجمع ما يمكن جمعه ، إلا أن طريقة تجسيد ذلك التراث وحفظه وتقديمه للجمهور، لم تكن عادية، فقد حوله إلى صور ومشاهد، ولكنها ليست على ورق أو لوحات تقليدية، بل كانت على سجاد. يقول العلالي ل"الوطن"إن هوسه بالسجاد دفعه إلى افتتاح أول مصنع يدوي عام 1412ه في محافظة أحد رفيدة، ويعتبر الأول من نوعه على مستوى المملكة، ورغم الكلفة المادية المرتفعة للخامات، وصعوبة الحصول على أيد فنية ماهرة، تعنى بفن السجاد، إلا أن العمل بدأ بالمصنع، وحرص دائما على جلب الصوف والحرير الطبيعي. ويضيف العلالي "ورغم البدايات الجيدة لمنتجات المصنع، المتمثلة في إنتاج أنواع مختلفة من السجاد سواء كانت حائطية أم أرضية، وتطعيمها بنقوش أو شعارات من السجاد نفسه، ألا أن عدم تقدير كلفة العمل، من قبل بعض المستهلكين تسبب في ضغف الإقبال عليه، في ظل قلة الدعم من قبل الجهات المعنية، مما دفعني إلى تحويل الأعمال إلى معرض شخصي في منزلي، وتم وضع اللوحات السجادية بطريقة الافتراش على الأرائك او التعليق على الحائط، في حين أن المصنع كان رافدا للسياحة الداخلية". ولفت العلالي إلى أن معرضه المنزلي يشتمل على معروضات للسجاد، تشتمل على الأماكن التراثية ببعض المناطق مثل قصر شدا بأبها، وقصر شبرا بالطائف ، ومتحف قصر بريدة الأثري، وبرج الشنانة في الرس، وقرى تنمية بعسير، وقصر الكعكي بجدة. إضافة إلى شعارات بعض المؤسسات الحكومية والأهلية. وأكد أن من أصعب الأعمال، تحويل الصور الشخصية إلى لوحة سجاد، ومع ذلك فقد احتوى معرضه على نماذج من ذلك إضافة إلى تحويل بعض اللوحات الفنية، إلى سجادية، وأكد العلالي أن السجاد اليدوي بصفة عامة يعد تحفة فنية، وتزداد قيمتها كلما زاد عمرها، حيث يصل عمر بعضها إلى نحو 200 عام، مستدلا على وجود أنواع من السجاد تجاوز عمره مئات السنين في الجامع الأزهر بالقاهرة، وهي تتحمل النظافة وتزداد ألوانها بهاء مع الغسيل.