في وقت يعاني أصحاب الماشية بنجران من منافسة جيرانهم اليمنيين على شراء الشعير الذين دفعوا بالأسعار إلى مستويات 65 ريالا، كشف نائب رئيس مجلس إدارة الجمعيات التعاونية بالمملكة عبد الله الوابلي أمس عن البدء الفعلي في برنامج توفير الشعير في أكثر من 200 نقطة بيع عبر45 جمعية تعاونية بمختلف المناطق. وقال الوابلي إن مجلس الجمعيات التعاونية السعودية ومن خلال لجنة الاستهلاك التعاوني التي يشترك في عضويتها كل من ممثلي وزارات التجارة والصناعة والزراعة والشؤون البلدية والقروية والعمل وعدد من الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، بمساندة وزارتي المالية والشؤون الاجتماعية، سيقوم بتوزيع الشعير المعان من الدولة في كافة مناطق المملكة بالأسعار المحددة والمدعومة وبالكميات التي ستغطي احتياجات المربين طوال العام وقد تم التنسيق مع وزارة المالية بخصوص ذلك. وأضاف أن البرنامج يوفر الشعير من خلال أكثر من خمس وأربعين جمعية تعاونية، مشتركة في برنامج توزيع الشعير عبر أكثر من مائتي نقطة توزيع ستغطي عموم مناطق ومحافظات المملكة. وأوضح الوابلي أنه حرصاً على نجاح البرنامج واستمراريته فإن التطبيق سيسير وفق جدول زمني سيتم في نهايته تغطية جميع مناطق المملكة خلال فترة قصيرة. أما على صعيد سوق نجران فيتخوف عدد من السكان بينهم صالح حسين آل عمر وهادي حمد آل كليب من استمرار ما أسموه ب "أزمة الشعير" بسبب تزايد إقبال اليمنيين على الشراء وتصديره إلى بلادهم، فيما أبدوا تعاطفهم مع طالبي الشعير خاصة من كبار السن الذين يأتون من المحافظات بحثا عنه وتنهكهم الطوابير في برحة البيع انتظاراً لتريلات الشعير التي لا تأتي غالباً. وطالبوا الجهات المسؤولة بتوفير الشعير وبوضع آلية ملزمة لأسعار الأعلاف والشعير قابلة للتنفيذ على أرض الواقع خلاف ماهو حاصل الآن. واستغرب يحيى صالح آل منصور وهادي معيض آل عمر من الكيفية التي يصل بها سائقو الشاحنات المحملة بالشعير إلى المزارع وعدم اتجاهها للبرحة رغم أنها تصل من الرياض وعسير عبر طرق رئيسية وتمر على نقاط تفتيش وبالتالي تسهل متابعتها حتى وصولها إلى برحة البيع. من جهته أكد المواطن عمير مسفر أن ارتفاع الأسعار شمل أيضاً الأعلاف بعد أن بلغت ربطة البرسيم 25 ريالاً. في المقابل قال أحد البائعين (فضل عدم ذكر اسمه) أن الإرتفاع في الأسعار يعود إلى ارتفاع سعر الشراء من الموردين والمتعهدين وأن نسبة الأرباح قليلة جدا. من جانبه أكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة نجران النقيب عبد الرحمن بن محمد الشمراني في تصريح إلى "الوطن" احتجاز شاحنات أمام شرطة العريسة تعود لأشخاص من غير المتعهدين لجلب الشعير بالإضافة لكونهم مخالفين للتسعيرة. في حين اعترف مصدر مسؤول في فرع وزارة التجارة والصناعة بنجران (فضل عدم ذكر اسمه ) أن هناك أزمة للشعير بالمنطقة وهناك موزعين غير رسميين يتم التلاعب من قبلهم ويتم رصدهم وتحويلهم للجهات المختصة. وأوضح أن المتعهدين الرسميين يقفون في البرحة المخصصة للبيع ويلتزمون بالتسعيرة المحددة لسعر الكيس. وأكد أن هناك جولات مستمرة تتابع مدى توفر الشعير والأعلاف في المنطقة وعدم التلاعب في رفع الأسعاروهناك مراقبة لحركة المبيعات والفواتير بشكل يومي مطالبا المواطنين بإبلاغ الفرع عن أية ملاحظات أو تلاعب في الأسعار لمباشرتها فورا. إلى ذلك ناشد مجلس الجمعيات التعاونية عموم مربي الماشية بعدم تصديق الشائعات التي يطلقها بعض ذوي النفوس الضعيفة من الذين يستغلون حاجة المربين، كما طالبهم بعدم تخزين الشعير بحجم يفوق حاجتهم الفعلية، وأن البرنامج سيوفر الشعير بالكميات المطلوبة طوال أيام السنة. وتأتي الخطوة في اتفاقية توزيع الشعير من خلال الجمعيات التعاونية للقضاء على التلاعب في تخزين وأسعار الشعير والتي تقوم بها شركات وجهات داخل المملكة، وتضمن هذه الخطوة تغطية أشمل ومراقبة أكبر من قبل أعضاء هذه الجمعيات والمنتسبين إليها على وارداتهم من الشعير وضمان آلية عادلة في توزيعها بين المستهلكين كما تضمن القضاء على الأسواق السوداء التي قد تنشأ بسبب التلاعب.