عاد مها شبه الجزيرة العربية الذي تقول الأسطورة إنه من سلالة الحصان الخرافي ذي القرن الوحيد وأرجل الأيل إلى موطنه الأصلي في صحراء المملكة بعد أن لامس خطر الانقراض قبل أربعين عاما. ووصفت منظمة سويسرية متخصصة جهود المملكة في إنقاذ المها العربي ب"الإنجاز الضخم". وقالت المنظمة السويسرية لحماية البيئة والحياة الفطرية مِن مقرها في مدينة كلاند: إنَّ آخر مها بري "أو يكاد" قد تم اصطياده في المملكة عام 1972، لكن بعد ما يقرب من 27 سنة من الجهود التي بذلتها الحكومة السعودية وجمعيات حماية البيئة، تمت إعادة تكاثر المها بنجاح ليصل عددها الآن إلى نحو 1000 تم إطلاق سراحها في بيئتها الطبيعية الصحراوية. وقالت المنظمة: إن برنامج إعادة التكاثر أظهر أن هذا النوع من الضباء الذي ولد في الأسر يُمكنه أن يتكيَّف مع الحياة في الحرية حتى مع أكثر الظروف البيئية صعوبة. وأضافت: هذه النتائج الجيدة دفعتنا إلى إخراج المها العربي من الدفتر الأحمر الخاص بالأنواع المهددة بالانقراض لنضعه في سجل الأنواع الضعيفة العدد القابلة للانقراض. ويمكن لهذا النوع من الضباء أن يشخص وجود الماء على بعد عدة كيلومترات، وأن حوافره الواسعة تسمح له بالتنقل بسهولة على الرمال، وعادة ما يتنقل بقطيع من ثمانية إلى عشرة. وللمها العربي قرنان مستقيمان يبدوان وكأنهما قرن واحد إذا ما نظر إليهما من زاوية جانبية. ويمكن أن يبلغ طول القرن أكثر من متر ونصف المتر. وبعض قرونها ناعمة، بينما أخرى لها نتوءات حلقية على امتداد طولها. ولا تتشعب قرون المها مثل الغزلان. ويصل طول المها البالغ إلى أكثر من مترين، ويزن بين 400 إلى 800 كجم. وقالت مسؤولة الإعلام في المنظمة، نيكي جادويك ل"الوطن": إن جهود إعادة تكاثر المها بدأت لأول مرة في سلطنة عُمان عام 1982، ثم في السعودية، والإمارات، وأخيرا الأردن. وأضافت: هذه التجربة الناجحة لا بد أن تدفع نحو بذل جهود مماثلة لإنقاذ أنواع أخرى نادرة أخرى مهددة بالانقراض في شبه الجزيرة العربية.