أكد عضو اللجنة الرئاسية بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله بن عمر نصيف أن اتجاه المركز لقراءة التحديات التي تواجه الخطاب الإعلامي السعودي يأتي في مرحلة مهمة تتمثل في المحاولات الجارية من قبل المعنيين بالإعلام لتطوير واقعه بمختلف وسائطه وصوره، خصوصاً في ظل التحديات التي يواجهها على المستويين الإقليمي والدولي. وأوضح نصيف في حوار مع "الوطن" أن صورة الإعلام السعودي في السنوات الأخيرة باتت متميزة، لكن هذا التميز يحفزنا إلى تطوير أكثر بحيث يواكب الإعلام ما يجري حولنا . كما يفترض أن يقدم الصورة الحضارية والنهضوية التي تعيشها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، بشكل متكامل . وتناول نصيف في حديثه تحولات الحوار الوطني وانتقاله من الحوارات الفكرية إلى الخدمية إلى الثقافية، كما تطرق إلى بعض القضايا الفكرية والحوارية المتنوعة.. هنا نص الحوار: ما رؤيتكم للإعلام السعودي في ظل اللقاءات التي عقدها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في هذا الشأن؟ الإعلام السعودي بخير، وما يحققه من إنجازات في السنوات الأخيرة طيب وملموس، وهذا ما نراه في الإعلام المرئي والمطبوع والمسموع على السواء، وفي ظل هذا فإننا نحرص على أن يكون الإعلام السعودي في مكانته المستحقة، وفي تميزه في نقل الصورة الحقيقية للواقع من جهة، وفي تقديمه لصورة المملكة خارجياً من جهة ثانية، ولعل هذا الأمر هو الذي حفزنا لعقد لقاء حواري موسع لقراءة التحديات التي تواجه الخطاب الإعلامي السعودي والأسئلة المثارة حوله،خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه هذا الإعلام. وهل مركز الملك عبدالعزيز هو الذي طرح هذا الموضوع للنقاش الحواري؟ أريد أن أوضح حقيقة وهي أن ما يطرح من موضوعات أو أفكار للقاءات الحوارية تأتي استجابة لما يطرحه المعنيون بالحوار من علماء وكتاب ومثقفين ومن مختلف الشرائح الاجتماعة، فموضوع الإعلام طرح عرضه للنقاش أكثر من مرة في اللقاءات الوطنية السابقة، وفي المنتديات الحوارية على موقع المركز على الإنترنت، ومن هنا تجيء الاستجابة الحوارية من قبل المركز بناء على هذه الطروحات. واتجاه المركز لقراءة الإشكاليات التي تواجه الخطاب الإعلامي السعودي يأتي في مرحلة مهمة تتمثل في المحاولات الجارية من قبل المعنيين بالإعلام لتطوير واقع هذا الإعلام بمختلف وسائطه وصوره، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها على المستويين الإقليمي والدولي. طرحت في اللقاءات التحضيرية جملة من الأفكار حول تطوير الإعلام، من سيقوم بتنفيذ توصياتها؟ هذه التصورات والأفكار والأسئلة والنقاشات تنشر جميعاً بالصحف اليومية والإلكترونية ووسائط الإعلام الأخرى، ومن البديهي أن تطرح للقراءة أكثر من مرة من قبل المعنيين بالإعلام، وبالتالي تصل رسالة المركز القائمة على نقل الحوار المباشر المفتوح وما يطرح فيه من آراء للمعنيين ولمختلف فئات المجتمع ، هذه الصيغة الحوارية أعتقد أنها تصل الجميع، والمعنيون بالأمر يقفون على ما يطرح من تصورات من قبل المتحاورين، والمركز هنا لا يفرض شروطه ولا اختياراته إنما ينقل الصورة الحوارية بكل تفاصيلها، وبكل أسئلتها الإيجابية وغير الإيجابية فالمركز هو قناة للتعبير المسؤول. وقد وقف المشاركون والمشاركات في اللقاءات التحضيرية في الطائف والدمام على قضايا كثيرة، وتبعاً للرصد العلمي للقاء فإن أبرز هذه القضايا يتمثل في السعي إلى إنشاء قنوات متخصصة، وتطوير الإعلام كي يتواكب مع الحدث، والعناية بالتدريب الإعلامي، وإعادة الهيكلة الإعلامية، وتنمية الخبرات، وإنشاء ميثاق شرف إعلامي، وعقد اتفاقات تدريبية بين الجامعات ووزارة الثقافة والإعلام لتدريب الموهوبين إعلامياً، وغيرها من التصورات التي جادت بها قريحة المشاركين في اللقاء، وهي تصورات كما نرى هادفة ومثمرة. إذاً ترون أن دور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في اللقاءات الفكرية حيادي. المركز يجمع المعنيين والمسؤولين مع عدد من المتابعين من مختلف شرائح المجتمع للنقاش حول قضية أو موضوع محدد يطرحه المشاركون والمشاركات أنفسهم خلال اللقاءات الوطنية، ومن هنا فإن المركز يهيىء المجال للنقاش، وينظم الحوار ويرصده وينقل صورته الكاملة لمختلف وسائل الإعلام والمعنيين بالموضوع، ولعل المركز بلقائه التاسع يقدم نموذجاً لهذا الدور، فهو يتحدث عن الإعلام ويناقشه في ظل وجود إعلامي مكثف، فالموضوع إعلامي والمعني بالأمر هم الإعلاميون، ولهذا جاء مسمى الحوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية. ما أثر اللقاءات الوطنية على المجتمع؟ وهل حققت فعلاً نشراً لثقافة الحوار على اعتبار أن هذا هدف من أهداف المركز؟ اللقاءات الوطنية مهمة، لأنها أولاً تنقل نبض الشارع واهتمامات المواطنين بمسألة ما فكرية أو خدمية أو تربوية أو ثقافية أو اجتماعية، وحين أنشىء المركز جعل من أهم أهدافه أن يكون قناة للتعبير المسؤول، وأن يصل بثقافة الحوار لمختلف شرائح المجتمع؛ كي يصبح الحوار نمطاً من أنماط حياته، وهذا التواصل المستمر لعقد اللقاءات الوطنية أدى لحضور ظاهرة حوارية غير مسبوقة في واقعنا وفي مجتمعنا، فضلاً عن ذلك فإن برامج المركز الحوارية الأخرى - كالتدريب، وقافلة الحوار، وسفير ، وبيادر، وما يقوم به القسم النسوي من أنشطة متميزة في الحوار الأسري والتدريب - كل ذلك أوجد مناخاً حوارياً مهماً لم يكن موجوداً من قبل. ونسعى من ذلك كله أن يوفقنا الله تعالى لإيصال الرسالة الحوارية، وأن نجعل الحوار سبيلاً لقراءة كل الإشكاليات أو التحديات التي تواجهنا. الوحدة الوطنية أولى بالحوار ما سبب توجه المركز نحو مناقشة القضايا الخدمية بعد أن قدم مجموعة من اللقاءات الفكرية؟ أريد أن أوضح مسألة مهمة في البداية، فالحوار بشكل عام ينفتح على كل القضايا، سواء فكرية أو اجتماعية أو اقتصادية أو خدمية، والحوار الوطني الذي انطلق من العام 1424 أسهم في نقاش مختلف القضايا التي تهم المجتمع السعودي بمختلف شرائحه، وقد كانت المسائل الفكرية هي المطروحة في السياق العام، حيث كانت هذه المسائل هي الأكثر إلحاحاً لدى النخب ولدى المجتمع السعودي بوجه عام، من هنا كان على الحوار ألا يتجاهل مسألة: الوحدة الوطنية والمواثيق والمعاهدات الدولية، والغلو والاعتدال، وقضايا المرأة، والعلاقة بين الأنا والآخر، وكلها مسائل كانت تشغل الرأي العام على مختلف المستويات الإعلامية والثقافية والدينية، وبناءً على اقتراحات ومطالبات المشاركين والمشاركات في اللقاءات الوطنية، وتحقيقاً لتصورات شرائح متعددة في مجتمعنا السعودي آثر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن يوازي بين الحوار الفكري النظري ومناقشة بعض القضايا الحيوية التي تهم المواطنين والمواطنات وتمس الواقع بشكل مباشر، كالتعليم والعمل والخدمات الصحية، واليوم نناقش الإعلام وندير حواراً بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية، فهذا االتوازي جاء ليلبي اقتراحات شرائح متنوعة في المجتمع، وليمس الواقع العملي الذي يلامس قضايا المجتمع بشكل مباشر، والمركز لازال ينظر للقضايا الفكرية والخدمية على أنها تسير في طريق متوازٍ. أخيراً .. كيف تنظر لمستقبل الحوار الوطني؟ وما سبل تطويره؟ الحوار الوطني يمضي في إستراتيجيته المرسومة من قبل لجانه العلمية والبحثية والدراسات التي يقوم بها، ولله الحمد أثره ملموس لدى مختلف فئات المجتمع، في الجامعات والمؤسسات ومختلف القطاعات، وهاجس التطوير يظل دائماً موجوداً لأن التطوير هدف للجميع في كل مناحي الحياة، ونحن نفتح المجال دائماً في المركز للأخذ بالتصورات والأفكار الإيجابية التي يحملها لنا المشاركون والمشاركات من مختلف شرائح المجتمع السعودي .. دعني أقل لك باختصار: مستقبل الحوار طيب بإذن الله لما نراه في حاضرنا من استجابة ومن وعي حواري ومن آثار حوارية فعالة متميزة.