قال مصور المايكرو السعودي ياسر البوعلي إن ثمة سلوكيات وحركات لبعض الحشرات الجميلة استحوذت على مشاعره وتفكيره وقادته إلى عالم تصوير المايكرو؛ ليكون أكثر قرباً من سلوكيات تلك الحشرات ذات الخلق العظيم، والتي بدورها تظهر عبر هذا الفن (فن المايكرو) عظمة الخالق الذي جعل شيئاً منها في "النحلة والنملة". وأكد البوعلي ل"الوطن" أنه فكر طويلاً لنقل تلك السلوكيات وجعلها في متناول الناس جميعاً، ومن خلالها تتجلى قدرة الخالق - عز وجل - في هذه الكائنات الصغيرة جداً. وعن بحثه للحصول على الحشرات "الفنية" قال البوعلي: هناك أوقات يفضل التصوير فيها، مثلاً ما بعد الفجر - بعد ظهور الشمس - حيث تنشط الحشرات ممارسةً سلوكياتها اليومية، وكذلك، وقت العصر؛ إلاَّ أنَّ التصوير في الصباح أفضل لنشاطها الجيد وحيويتها، ويبقى أن نبحث عن مكان مُخضرٍّ دون أن يكون مغلقاً تماماً بالأشجار، مع وجود أنواع متعددة من الأشجار، ويُفضَّل أن يحوي بعض الزهور، ويجب على المصور التواجد في الزمان والمكان المناسبين لتكون نسبة حصوله على الصور الجيدة موفقة إلى حد ما. وبين البوعلي أن هذا الفن يتطلب - لإخراج التفاصيل الدقيقة للحشرات - القراءة الموسعة والاطلاع على عالم الحشرات وسلوكياتها خلال حياتها؛ ليستطيع التعامل معها بكل حذر، وتجنب سمومها المميتة، وامتلاك الأدوات التصويرية الكاملة، والإكثار من التجارب؛ لأنها تُكسب الخبرة، فمن الجميل أن يكون الشخص لديه خبرة تمكنه وتختصر عليه الوقت والجهد في الحصول على العمل الجيد، والمعرفة بأساسيات التصوير، ومنها تكوين الصورة حيث يلعب دوراً مهماً في صورة المايكرو. ولم يغفل البوعلي أهمية ارتداء ملابس ذات ألوان ليست غريبة عن الحشرات كأن تكون هادئة من أجل ألا تنفر الحشرة من المصّور، ويستحسن أن تكون ملائمة لطبيعة المكان من الاخضرار وغيره. وحول تمكن المصور السعودي وإبداعه في مجال المايكرو، أكد البوعلي أن المبدعين في هذا المجال قليلون ويكادون يُعدون على الأصابع، بيد أن المصورَين مشعل الريحان وتوفيق آل سباع قطعا شوطاً كبيراً وجعلا للمايكرو السعودي هيبة وجمالاً على الساحة بأعمالهما التي أتثبت جدارتهما وتميزهما، ونترقب أن تتضاعف هذه الشريحة من المصورين في الأيام المقبلة.