امتد نقاش أدبي حول علاقة الفن التشكيلي بالقصة القصيرة إلى الردهات الخارجية لنادي أبها الأدبي، وذلك بعد انتهاء الأمسية القصصية التي نظمها النادي مساء أول من أمس لكل من: فالح العنزي، وحسن آل عامر، ونورة ناصر، وأدارها القاص إبراهيم مضواح. تكونت الأمسية من ثلاث جولات قرأ فيها العنزي قصصا منها (أكثر وضوحا في الظلام، الرسالة الأخيرة)، وقرأ آل عامر (ثورة، حذاء سعادته، مسمار)، أما القاصة الشابة نورة ناصر التي تشارك لأول مرة منبرياً بعد أن طبع لها أدبي أبها أولى مجموعاتها قبل أيام، فقرأت قصصاً منها (بوح بلغة الفن، مدن الضياع، في عشها تراقص البشر). وكانت قصة "بوح بلغة الفن" هي مفتاح النقاش حول علاقة الفن التشكيلي بالقصة، خصوصا أن نورة تشكيلية إلى جانب كتابتها للقصة، وذلك بعد أن تساءل مبارك المطلقة عن سبب طغيان الجانب التشكيلي على هذه القصة ومدى علاقة الفنين الإبداعيين، كذلك تمنى المطلقة في مداخلته أن يسمع قصصاً عن معاناة الصحراء من نورة والعنزي بصفتهما من أبناء الصحراء - كما قال - وتمنى على آل عامر أن يكتب عما وصفه ب"جمال الحياة وبساطتها"، فردت نورة بتأكيد علاقة القصة لديها بالتشكيل الفني، مما جعل علي مغاوي يداخل نافياً العلاقة بين الفنين، بينما أيد الفنان التشكيلي ياسر محمد علي رأي القاصة، وذكر تجربة له في مجال تحويل القصة إلى لوحة. من جهته تساءل الدكتور محمد منصور المدخلي عن مستوى القصة المحلية و"استجلاب" مصطلحات وتعابير غربية في القصة المحلية، فأيده رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك خالد الدكتور قاسم الألمعي الذي استشهد بلفظة "الراقصة" في قصة " ثورة" لآل عامر، ثم قدم تحليلا سريعا لمجمل ما سمع، حيث قسم القاصين إلى ثلاث مدارس، هي مدرسة القصة القصيرة جدا والمكثفة لدى آل عامر، معتبراً هذا النوع من القصة "غير مكتمل العناصر الفنية المعروفة للقصة"، ورأى أن قصص العنزي تنحى منحى المدرسة الواقعية، أما قصص نورة فهي أقرب للإنسانية "العاطفية". ورد عليه آل عامر بالقول" لم أقرأ اليوم سوى قصة قصيرة جداً واحدة، وأنا أحلم أن أجيد القصة القصيرة جداً كما يجب، أما بالنسبة للفظة "الراقصة" فلا أشك أن الدكتور قاسم يعرف معنى الإسقاط الفني ولو قرأ القصة لعرف مغزاها الحقيقي. وفي ختام الأمسية تحدث مقدمها مضواح عن "مخالفته" لطرح الدكتور قاسم حول الحدود الفنية للقصة، حيث رأى مضواح أن القصة الحديثة خرجت عن هذا السياق التقليدي منذ زمن.