أكد رئيس المجلس الاستشاري الأسري بدبي، المستشار الأسري، الدكتور خليفة المحرزي أن آخر الفحوصات المخبرية التي أجريت على الأزواج أثناء فترات الانفصال أثبتت أن الرجال أكثر عرضة للضرر النفسي والأذى البدني بسبب ضغوط الزواج، وأعباء العلاقات الزوجية وتوتراتها بالمقارنة مع النساء، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية المرتبطة بالتعاسة الزوجية، مثل ارتفاع ضغط الدم والدهون الزائدة حول البطن، وغيرها من العوامل التي تعزز مخاطر الأزمات القلبية والسكري. وذكر أنه تبين من خلال دراسة ميدانية تابع فيها باحثون من جامعة يوتاه 276 من الأزواج لمعرفة ما إذا كان الزواج التعيس مضرا بالصحة ومسببا للاكتئاب، ووجد الباحثون أن العلاقات الزوجية التعيسة مضرة بالصحة، على الأقل بالنسبة إلى الرجل، أما النساء في الزواج غير السعيد فإنهن أكثر عرضة من غيرهن للاكتئاب، وأكثر استعدادا للإصابة بمتلازمة الأيض، وهي مجموعة من عوامل خطرة ترفع ضغط الدم، وتتسبب في تدني مستويات الكولسترول، والبدانة في البطن، وارتفاع نسبة السكر في الدم. وأضاف أنه "بالمقارنة بالقدرة على التحمل، فقد تبين للباحثين أن النساء في نفس العلاقة المتوترة يتمتعن بمناعة أكبر، وهن أقل انكشافا أمام عوارض صحيَّة مماثلة، ولكن كثرة الجدل والخلاف والغضب قد تتحول إلى عوارض صحية بدنية ونفسية سيئة للجنسين، حيث إن الغضب والشجار في الزيجات غير الناجحة يمكن أن يزيدا من هرمونات التوتر، التي ترتبط بمقاومة الأنسولين، ما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري". وقال الدكتور المحرزي: إن علماء الاجتماع وعلماء النفس يقدمون النصائح للرجال بأن يهتموا أكثر بالنساء، وذلك من أجل حياة زوجية سعيدة وأكثر صحة من منطلق أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نهتم بالنساء، ونستوصي بهن خيرا كما جاء في الحديث الشريف حيث قال عليه الصلاة والسلام: (استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم)، لأنه يعلم أن المرأة أضعف من الرجل، وبالتالي تحتاج إلى اهتمام ورعاية أكبر، وعلى الزوج أن ينتبه لهذا الأمر ويضعه بحسبانه، فيعامل زوجته برفق ولين، خاصة في الفترة الأكثر توترا من أي فترة أخرى، وهي فترات الدورة الشهرية، ويتحمل بعض تصرفاتها التي يأباها، حتى تمر هذه الفترة من الشهر بسلام وهدوء. وقال الدكتور المحرزي "من الطبيعي أن تكون نفسيات الأزواج متفاوتة من شخص إلى آخر، وهذا السبب الرئيسي في نشوء الخلافات لاختلاف الطبائع بين الأزواج، فالمشاكل الزوجية يمكن أن تتخلل أي علاقة زوجية مهما كانت سعيدة، لكنها تختلف من حيث عمقها وطريقة التعامل معها، بحيث إن بعضها يمكن أن يتم حله بشكل سريع، ودون أي تبعات، بينما إذا تم تضخيم المشكلة، فإنها قد تتعقد، وتصبح عملية صعبة الحل. وأوضح أن الكلمات الحادة والعبارات العنيفة المتبادلة أثناء الحوار الزوجي، لها تأثيرات نفسية عميقة تترسب إلى منطقة التخزين العاطفي لتساعد في تسمم المشاعر والعواطف بسبب استمرارها حتى بعد انتهاء الخلاف، علاوة على الصدمات والجروح العاطفية التي تتراكم في النفوس لفترة طويلة من الوقت. ولفت الدكتور المحرزي إلى أن أكبر سلوك خاطئ يرتكبه الزوجان لمعالجة المشكلة هو الصمت والسكوت، وهذا كثيرا ما يلجأ إليه الرجل، وهو حل سلبي، لأن كبت المشاكل في الصدر بداية العقد النفسية، وضيق الصدر والاكتئاب، ويسبب الكثير من الإرباك والقلق والانزعاج، خاصة إذا كان الرجل ذات طبيعة حساسة، ففي دراسات كثيرة تبيَّن أن الزواج المستقر والمليء بالرحمة والتعاطف، يؤدي إلى زيادة قدرة النظام المناعي لدى الزوجين ضد الأمراض. وأشار إلى أن المشاكل الزوجية تؤثر على الرجل أكثر من المرأة بسبب عدم القدرة على تفريغها بالصورة المناسبة وتخزينها مباشرة في العقل اللاواعي، على عكس المرأة التي تملك القدرة على تجاوز فترة الخلاف، ويساعدها في ذلك نظامها الهرموني المعقد، ناهيك عن مهاراتها الفطرية في تفريغ مشاعرها أثناء طلبها المساعدة أو الاستشارة من الأصدقاء والمختصين. وبيّن أن الزوج عندما يعيش ضغوطا منزلية مع شريكته تحدث له تغيرات جسمية ونفسية، مما يكون لذلك أبلغ الأثر في تصرفاته وسلوكه بصورة غير واعية، وقد يصدر منه بعض السلوك وردود الأفعال التي لا يرضى عنها الآخرون.