أبنيتها التراثية بأبوابها ونوافذها وأقواسها والزخارف الإسلامية والأشكال الهندسية التي كانت منتشرة على ساحل الخليج العربي قبل 300 عام، كلها كانت عوامل كافية لإقناع باحثة أميركية بأحقية جزيرة تاروت في إدراجها ضمن التراث العالمي في منظمة "اليونسكو"، خلال قيام الباحثة المعمارية روزي بشير أول من أمس بعمل مسح وتصوير للجزيرة. وطالبت الباحثة بهذا الإدراج، معتبرة أنه سيكون نقلة نوعية للسياحة والتراث في المملكة، وذلك ضمن تحضيرها لرسالة الدكتوراه في مجال "التراث المعماري" بإحدى الجامعات الأميركية في ولاية نيويورك. وزارت بشير، الموفدة من قبل الجامعة منذ عام ونصف، التي تعيش في العاصمة الرياض، العديد من مناطق المملكة مثل مكةالمكرمة والمدينة المنورة والعلا والشرقية، للوقوف على هذه الأماكن، وكانت آخر محطات الشابة اللبنانية الأصل الأميركية الجنسية في المنطقة الشرقية وبالتحديد في جزيرة تاروت، بعد أن حلت ضيفة على الكاتب في صحيفة "الوطن" فاضل العماني، الذي قام بدوره باصطحاب المعمارية الشابة في جولة طويلة عبر هذه الجزيرة. وتعرفت روزي خلال الزيارة على قلعة تاروت الشهيرة التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، والتي بناها العيونيون الذين حكموا المنطقة في تلك الفترة، ثم جاء البرتغاليون في القرن الخامس عشر الميلادي ورمموها وأصبحت منذ ذلك الوقت تسمى "القلعة البرتغالية"، والتقطت الباحثة العديد من الصور للزخرفيات الجبسية وأنوع الخشب القديمة، والتفاصيل التراثية والبوابات والكتابات الإسلامية القديمة، ودونت الكثير من المعلومات التاريخية حول الجزيرة، كما اطلعت على موقع الاكتشاف الجديد الذي ظهر بدارين إحدى قرى جزيرة تاروت، في أحد المنازل الذي عثر فيها على آثار تعود لحضارات قديمة ظهرت أثناء الحفريات لعمل الأساس في المنزل. وأبدت الباحثة انبهارها بخصوصية التراث بجزيرة تاروت، مقارنة بالمناطق الأثرية الأخرى، حيث تتمتع بخصوصية وتفرد، وتعد الجزيرة كما تقول المعمارية عنها قطعة أثرية بحاجة إلى اهتمام كبير جدا من هيئة السياحة والآثار أو المؤسسات الخاصة، لأنها والكلام ل"روزي" بالإمكان أن تصبح هذه الجزيرة الحالمة في يوم من الأيام من أهم المناطق التراثية في الخليج العربي. وذكرت الباحثة أنها قرأت في التاريخ القديم عن هذه الجزيرة التي اشتق اسمها من "عشتاروت" وهي المعروفة بآلهة الحب والجمال لدى الفينيقيين، وكانت تنتظر هذه الفرصة منذ زمن لزيارتها، كما تصف زيارتها الخاطفة لهذه الجزيرة بأنها لن تغيب عن ذاكرتها سواء التراثية أو الإنسانية، وقالت "ما لمسته من التعامل الرائع والكرم من قبل الناس البسطاء في الجزيرة زاد من إعجابي بجزيرة تاروت والمملكة، لقد انبهرت بهذا التراث في هذه الجزيرة، واندهشت كثيرا لما رأيته فيها باعتبار أنه مر بها العديد من الحضارات".