جفّ قلمي وأنا أرسم الأحرف .. ريثما أوصل لكم المعنى على أتم وأدق صورة, ربما تتساءل عما أكتب وربما لا تعلم ما أنا أكتب ولماذا وبأي حق أكتب .. سأكتب عن بلدتي وعن صغر حجمها ما جعلها موطنا للدعابات والتسلية , فكم منا من هاجر ولم يلبث في محله مما بكت منه العروس . عروس البحر الأحمر جفت دموعها وانبح صوتها وهي تتهالك بين الحفر والسيول .. ما كادت تعلو حتى تهاوت كوابل المطر بين الأنفاق والسيول .. جدة.. وما أدراك ما جدة, فكم من شخص شرّف بنيها , وكم من عبد أقبل يعاديها .. نسير على أرض ترحّب فينا، لقد اشتكت الأرض ومن فيها عما عليها , تهاوت جدة بعدما كادت تحتل المراكز العليا في النظافة والفراغ.. أصبحنا كالنمل المحشور في حفرة, وأما الطرق .. فيغنيك حتى السؤال عنها , ما تكاد تخرج عن حفرة حتى تدخل في أخرى .. التكدس صار راية يراها الأشخاص عن بعد , اشتهرنا بعد الفسحة بالضيق والشره , جدة وما أدراك ما جدة! أنا لا أعلم أهو ضروري أم لا ولكنني أعلم أن موطني كان يحفه الأمان بكل فخر وامتنان, كنت أسير في الطرقات مطمئنة البال ولكنني أخشى حاليا سوء الأحوال .. ها نحن في أزمة الاقتصاد ودموع العروس لا تجف من رعشة الحزن والدموع, لا ترى أنت ما تراه عيني فإن هذه البلدة أطغت في قلوبنا الحنان, غلاء غلاء غلاء ! ونحن نحفّر في الأرض ونخرب الآبار .. حتى ما نغلق الحفرة نخربها بتغليف الإسفلت تغليفا قذرا ونعيد التغليف في السنة ألف مئة مرة ولا نشتبع نهب التربة والإفلاس! وبعد كل ما يحدث نقول يا جدة ، اصرخي وأمرحي الناس فيكي (جدة غير) موسمك قادم كل سنة أم ما؟؟ أنا لا أعلم كيف أصوغ العبارة لأتمم المعنى ، ولكن هنالك صبرا يتقطع في صدري حتى إنني فرغت الصبر ولا أرتجي الإصلاح , يكاد الإصلاح يكون أملا في خاطري ! فلا تبكي يا عروس البحر الأحمر واضحكي ها نحن نغرق وأنت تحتضنيننا في صدرك المعطاء..