نفت السلطات السورية وجود مقبرة جماعية في درعا، مؤكدة أن الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام عن اكتشافها "عار عن الصحة"، فيما أكد نشطاء حقوقيون أن ما لا يقل عن 14 قتيلا سقطوا في بلدة تلكلخ الصغيرة غربي سورية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من الاحتجاجات. وقال سكان البلدة قرب الحدود اللبنانية إن سيارات الإسعاف منعت من الوصول للمصابين بسبب الحصار الذي يفرضه القناصة وقوات الجيش. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن عبر الهاتف من لندن أمس إن 761 شخصا قتلوا منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. وأضاف عبدالرحمن أن 126 من عناصر الجيش والشرطة لقوا حتفهم أيضا في أحداث العنف. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر رسمي بوزارة الداخلية قوله إن ضابطي شرطة قتلا خلال هجوم استهدف سيارتهما في إحدى قرى محافظة حمص غربي البلاد، كما أصيب أربعة آخرون بينهم ضابط. ونقلت عن المصدر قوله إن "بعض محطات التلفزة ووسائل الإعلام نقلت في سياق حملة التحريض والافتراء والفبركة التي تشنها ضد سورية ومحاولاتها المستمرة للنيل من استقرارها وأمن مواطنيها نبأ عن شهود عيان حول وجود مقبرة جماعية في درعا". وأكد المصدر أن "هذا النبأ عارعن الصحة جملة وتفصيلا"، مشيرا إلى أن "مواطنينا واعون لهذه الحملة المغرضة التي باتت مكشوفة في أهدافها وتوقيتها خاصة مع استعادة درعا بشكل تدريجي لحياتها الاعتيادية". وكان رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي أعلن في اتصال هاتفي أن اهالي درعا "اكتشفوا وجود مقبرة جماعية في درعا البلد". وأضاف أن السلطات السورية "سارعت إلى تطويق المكان ومنع الناس من أخذ الجثث بعد وعدهم بتسليم عدد منها". وبث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت تظهر انتشال جثث من قبر جماعي مؤكدين أنها التقطت في درعا. وفي سياق متصل بلغ عدد النازحين السوريين إلى لبنان خلال الأسابيع الماضية نحو خمسة آلاف، جميعهم تقريبا لديهم قريب مستقر في منطقة وادي خالد الواقعة على بعد كيلومترات قليلة من الحدود السورية، أو قرى أخرى محيطة بها من قضاء عكار. ويوضح أكرم بيطار، وهو مديرإحدى المدارس في المنطقة، أن "هناك اكثر من 300 امرأة لبنانية متزوجات من سوريين من مدينة تلكلخ"، مضيفا "العائلات السورية واللبنانية في المنطقة متداخلة جدا". وتروي هالة (19 عاما) التي تقيم منذ أيام مع والدتها وأشقائها الخمسة في منزل ابنة خالتها في البقيعة القريبة من الحدود، "كنا حوالى 100 شخص في مستوعب استهدفه رصاص قناصة سوريين". وتشيرإلى أن والدها وثلاثة أشقاء آخرين لا يزالون في تلكلخ. وتقول "لا أزال أسمع أزيز الرصاص خارج المستوعب، أصابنا برعب شديد".