يكرم أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لمجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بعد غد في دارة العرب بحي الورود وسط الرياض الشيخ محمد العبودي الملقب ب"عميد الرحالين" نظير جهوده في البحث والتأليف على مدار نصف قرن، وكعالم موسوعي بارز في عصرنا الحاضر من خلال مؤلفاته البالغة "247" مؤلفاً منها "162" كتاباً مطبوعاً و"85" كتاباً مخطوطاً، في فنون التاريخ والأنساب ، واللغة والجغرافيا والرحلات . يأتي التكريم على هامش الاجتماع السنوي الثامن لمجلس أمناء المؤسسة الذي يرأسه الأمير سلمان بدارة حمد الجاسر بعد غد. وكان العبودي قد حاز جائزة كتاب العام عن كتابه "معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة" بمجلداته الثلاثة عشر التي تمكن خلالها من تتبع واستقراء دقيق في أصول الكلمات ومعانيها، طبقا لوصف رئيس نادي الرياض الأدبي مانح الجائزة الدكتور عبدالله الوشمي، الذي يعتبر العبودي بقية الجيل الذهبي الذي عايش تجربة البناء وبناء التجربة، طبقا للوشمي. وتابع الوشمي تصريحه ل "الوطن": حقق حضوره من خلال عدد من المسارات، فهو ابن بيئة محافظة جدا، ولكنه اشتهر بالتواصل مع أنحاء العالم، ولذلك أصبح عميدا للرحالين، وتعلم اللغة الإنجليزية في بداياته الأولى، ولأنه اشتهر بتتلمذه على الشيخ الكبير عبدالله بن حميد، فإنه كان أحد القلة الذين يتواصلون ويقرؤون مجلات مصر وسوريا وغيرها، ومر بعدد من التجارب الإدارية في المعاهد العلمية والجامعات وغيرها. ويضيف الوشمي بأن علاقات العبودي وصداقاته امتدت إلى علماء المسلمين في أنحاء العالم، وليس غريبا أن تقرأ في مؤلفاته المئوية وصفه للحياة الاجتماعية في بلدان العالم، متوقعا أن حاجة الناس إلى معلوماته الوصفية في كتب الرحلات ستزداد الحاجة إليها مع تقادم الزمن عليها. ولا ينسى الوشمي دهشة البرازيليين في معرض الرياض للكتاب قبل دورتين عندما علموا أنه ألف نحو عشرة كتب عن البرازيل ووصف ولاياتها ومدنها وناسها ورجالها ونسائها، وذكروا أن ذلك لا يتيسر للبرازيليين أنفسهم، وهو ما يؤكد قيمة الفترة التي تخصص فيها بالرحلات حتى كان يقول عن بعض رحلاته: لو تابعني أحد لم يعثر علي، ولو جرى لي حدث لما عرفني أحد، وذلك بسبب تغيير مسار الرحلات وتنوع البلدان. وكشف الوشمي عن طباعة ونشر ناديه لكتاب "معجم المرأة في المأثور الشعبي" بما فيه من أوصاف حسية ومعنوية للمرأة يرصدها العبودي انطلاقا من قيمة العلم، مهما ظن البعض أن الواجب عدم ذكرها، مبيناً في سياق حديثه عن العبودي بأنه يمتلك مكتبة ضخمة في الرياض ومكة وبريدة والطائف وتشتمل على كتب نادرة ومخطوطات ووثائق ومراسلات وعدد ضخم من الصور يستدعي التأكيد على أهمية تأسيس مركز الشيخ محمد العبودي الثقافي، ليقوم بدوره الثقافي المماثل للمراكز والمؤسسات الأخرى، وهي مطالبة ملحة تنتظر عزيمة وزير الثقافة والإعلام، ويكفي أنه ما زال ينتج في أدق العلوم والمعارف، وهي المعاجم، ولذا يمكن وصفه بأنه مؤسسة كاملة، ومهما اختلف معه بعض الباحثين؛ إلا أنهم يجدون فيه حب المعرفة والتحليل والمنهج، ويعلمون منه الوفرة العلمية. وكان العبودي أصدر عن دار الثلوثية للنشر هذا العام مجموعة من المعاجم التي وعد محبيه حين تسلمه لجائزة نادي الرياض الأدبي "لكتاب العام" بإصدارها.