أكدت وزارة الخارجية الباكستانية مقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن في منطقة (أبوت آباد) بإقليم (خيبر بختونحواه). وقال الناطق باسم الخارجية إن العملية قامت بها قوات أميركية بموجب سياسة واشنطن المعلنة والتي تنص على تفويض القوات الأميركية الخاصة بقتل أسامة بن لادن بعملية مباشرة وأينما كان في العالم. كما ذكر الناطق أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتصل بنظيره الباكستاني آصف علي زرداري وحدثه حول نجاح العملية. وأفاد أن باكستان لعبت دورا هاما في مكافحة الإرهاب من خلال التعاون مع وكالات المخابرات العالمية بما في ذلك الولاياتالمتحدة في مشاركة المعلومات الاستخبارية ضد الإرهاب وستستمر بلعب ذلك الدور في المستقبل أيضا. ولم ينف الناطق أو يؤكد مشاركة الجيش الباكستاني في العملية، ولكن مصادر عسكرية ودبلوماسية أفادت أن العملية كانت مشتركة بين الطرفين وجرت بالتنسيق بينهما وأن رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية الجنرال أحمد شجاع باشا، سافر خصيصا للولايات المتحدة قبل العملية وأجرى مباحثات مفصلة مع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ليون بانيتا، تناولت موضوع التنسيق الثنائي لقتل زعيم القاعدة. وبعد زيارة الجنرال باشا، زار باكستان كبار القادة الأميركيين قبل العملية بأسبوع بما في ذلك الأدميرال مايك مولن والجنرال جيمس ماتيس والجنرال ديفيد باتريوس. وأفاد شهود عيان في منطقة (بلال كالوني) حيث كان يسكن أسامة بن لادن أن وحدات من الجيش الباكستاني حاصرت المنطقة قبل بدء العملية العسكرية ولم تسمح لأي فرد بدخول المنطقة أو الخروج منها إلا بعد انتهاء العملية. وتعتقد دوائر دبلوماسية عديدة أن قصة الخلافات بين المخابرات الباكستانية العسكرية الخارجية (آي. أس. آي) ووكالة المخابرات المركزية الأميركية كانت عملية تمويه للتغطية على تعاون الوكالتين للقضاء على زعيم تنظيم القاعدة. وفي ردود الفعل فوجئ الجميع بخبر مقتل بن لادن، ولم يعرف أحد بالأمر إلا من خلال الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما. وما زال الناس في حالة ذهول ولا يصدقون ما يسمعون أو يشاهدون في التلفزة المحلية. ومما زاد في عملية الذهول والإرباك سكوت الحكومة والجيش مدة طويلة ثم البيان الغامض الذي صدر بعد اجتماع موسع ترأسه الرئيس زرداري وحضره رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني ورئيس أركان الجيش الجنرال أشفاق كياني ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية. وفي هذا السياق اتهمت حركة طالبان باكستان المخابرات الباكستانية بأنها المسؤولة عن قتل بن لادن، وتوعدت الحركة بالانتقام من باكستانوالولاياتالمتحدة ولكنها قالت إنها ستبدأ بباكستان باستهداف الجيش والأجهزة الأمنية.