وسط ظروف استثنائية، يقارع فريق الاتحاد عصر اليوم، مستضيفه بيروزي الإيراني على ملعب آزادي الشهير في العاصمة الإيرانية طهران، ضمن مباريات الجولة الخامسة للمجموعة الثالثة لدوري أبطال آسيا، حيث فرضت حالة التوتر التي تسود المنطقة حالياً، مغادرة الفريق الاتحادي إلى طهران قبل أقل من 24 ساعة من موعد المباراة وسط إجراءات أمنية احترازية مشددة لضمان سلامة أفراد البعثة الاتحادية. فوارق كبيرة تسبق المواجهة، حيث تجمع بين متصدر المجموعة برصيد عشر نقاط (الاتحاد) وصاحب المركز الأخير (بيروزي). ولا يملك الفريق الإيراني سوى نقطتين فقط، مما يفرض عليه ضرورة تحقيق الفوز اليوم إذا ما أراد أن يحيي آماله في التأهل، أما الاتحاد الذي ضمن التأهل مبكراً، فيبحث عن الفوز هو الآخر ليلعن نفسه بطلاً لهذه المجموعة والفوز بأفضلية خوض مباراة دور ال16 على ملعبه وبين جماهيره. الوضع الفني للاتحاد في الفترة الأخيرة يؤكد مروره بحالة عدم اتزان وهو ما ظهر جلياً في لقائه الأخير في المجموعة أمام الوحدة الإماراتي وخروجه متعادلاً على أرضه بين جماهيره، كما أن الفريق كرر مسلسل التعادلات في لقائه المحلي الأخير أمام القادسية المهدد بالهبوط (2-2)، إلا أن الفريق ومدربه البرتغالي توني أولفيرا يريدان أن يؤكدا أن التعادل الأخير مع القادسية وما قبله أمام الوحدة، حدثا لظروف عابرة لن تتكرر اليوم. وفي حال تعادل الاتحاد أو خسارته، فستكون مباراته الأخيرة أمام بونيودكور الأوزبكي أشبه بالمباراة الفاصلة حول البطاقة الأولى. ومن المنتظر أن يعمد المدرب توني أوليفيرا إلى اللعب بأسلوب متزن دفاعاً وهجوماً لمجاراة فريق بيروزي الذي يتوقع أن يبادر إلى الهجوم على اعتبار أنه لا يوجد شيء يخسره في اللقاء وأمله متعلق بالفوز في مباراة اليوم وبفارق جيد من الأهداف أيضاً، لذلك قد يلجأ المدرب الاتحادي إلى اعتماد طريقة الهجمات المرتدة بعد تأمين المناطق الخلفية، لذا يظهر اسم المهاجم محمد الراشد كخيار أول في خط الهجوم لامتلاكه عنصر السرعة الضروري في هذا الجانب. وسيدفع أوليفيرا بخمسة لاعبين في وسط الملعب هم: محمد نور وسعود كريري وأحمد حديد ومناف أبو شقير ونونو أسيس، وفي الدفاع يعود الثنائي أسامة المولد وحمد المنتشري إلى اللعب إلى جانب بعضهما لغياب العنصر الثابت في هذا الخط، رضا تكر بسبب ظروف ابنته الصحية، وسيتواجد خلفهما في حراسة المرمى مبروك زايد. وفي الجانب الآخر يبدو المدرب الإيراني علي دائي الذي ملأ القارة الآسيوية ضجيجاً قبل بداية البطولة بأن فريقه سيكون الفارس الأول في المجموعة، في وضع لا يحسد عليه، حيث لم يستطيع ولم ينجح فريقه في تحقيق أي فوز حتى الآن في البطولة، وكانت الخسارة التي تعرض لها الأسبوع الماضي على ملعبه أمام بونيودكور الأوزبكي، قاصمة لحد كبير في طموحاته نحو التأهل إلى الدور الثاني من البطولة، وإن كان يحتفظ ببعض الأمل الذي يعتمد فيه بشكل بكبير على تحقيق الفوز على الاتحاد اليوم والوحدة الإماراتي في المباراة المقبلة مع تعثر بونيودكور. وبصفة عامة فإن كفة الاتحاد هي الأرجح فنياً وعناصرياً للعودة بنقاط اللقاء بشكل التعامل الجيد من قبل مدربه البرتغالي توني اوليفيرا مع ظروف المباراة، والتركيز العالي من اللاعبين وعدم التأثر بما قد يلجأ إليه الجمهور الإيراني من محاولات للتأثير على الفريق. وضمن المجموعة نفسها، يتطلع الوحدة الإماراتي إلى تحقيق فوزه الأول وإحياء آماله في نيل البطاقة الثانية عن المجموعة، عندما يحل ضيفاً على بونيودكور الأوزبكي في طشقند. ويملك بونيودكور خمس نقاط في المرتبة الثانية خلف الاتحاد (10 نقاط)، فيما يأتي الوحدة ثالثاً بثلاث نقاط، وبيروزي أخيراً بنقطتين. المباراة تكتسب أهمية استثنائية للفريق الإماراتي لأن خسارته ستعني خروجه رسمياً من دائرة المنافسة على البطاقة الثانية، في حين أن بونيودكور يبحث في الوقت ذاته عن الفوز الذي سيضعه على مشارف التأهل، إذ سيرفع رصيده إلى ثمان نقاط.