على الرغم من الاستغراب الشديد المحلي لحالة عرض الرشوة الذي تلقاه حارس مرمى الفريق الكروي الأول في نادي نجران جابر العامري، على اعتبار أن هذه الحالة تعد الأولى التي يفصح عنها، وترفع جميع الأوراق والمستندات والإثباتات بشأنها إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كما صرح بذلك ل"الوطن" رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم، إلا أن مسألة تفشي الرشاوى في عالم كرة القدم ليست جديدة، ولم تنحصر في مستوى بعينه، بل وصلت مستوى القمة في أقوى التنظيمات الكروية في العالم. وتعد الرشاوى قضية عالمية، حتى في أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إذ حفلت مسألة السباق لتنظيم مونديالي 2018 و2022 بكثير من الأحاديث عن الرشاوى التي طالت اثنين من أعضاء المكتب التنفيذي، وتم تغريم كل منهما ب10 آلاف فرنك فرنسي، ومنعهما من ممارسة أي نشاط مرتبط بالرياضة، كما أن هناك أندية ترشي الحكام، وهناك رشاوى يتلقاها اللاعبون للتخاذل من أجل فوز فريق على آخر، وكان أغرب هذه الرشاوى دفع لاعبي الصين مبالغ للانضمام للمنتخب الصيني، حيث يعد الدوري الصيني الأشهر في دفع رشاوى ويعود ذلك للمراهنات من قبل الجماهير. وتعاني كرة القدم الصينية من المراهنات وفضائح التلاعب بنتائج المباريات منذ نحو عقد من الزمان على الأقل، وأبرز هذه المشاكل التي تعاني منها كرة القدم الصينية أصدرت محكمة في العاصمة بكين حكماً في عام 2003 بالسجن عشر سنوات على الحكم الدولي السابق جونج جيانبينج بعد إدانته بالحصول على رشى بلغت 54 ألف دولار. وكان أغرب رشوة في الصين عندما قام بعض لاعبي الأندية الصينية بدفع قرابة 20 ألف دولار للأجهزة الفنية والإدارية بالمنتخب الصيني من أجل الانضمام للمنتخب. وأعلن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم عن إيقاف أربعة حكام لمدة 6 أشهر بعد تورطهم في التلاعب بنتائج مباراتين بالدوري المحلي، وهم مبالا اوونا ووبيدياس فرانسيس وأونيالاكو وأويونو لين بالحصول على رشاوى من أشخاص غير معلومين للتأثير على نتيجة مباراتين بدوري الدرجة الأولى الكاميروني، لصالح فريقي يو إس دي وشانتي نافال خلال المرحلتين ال15 وال32 من الموسم الحالي. من ناحية أخرى، كشف اللاعب الدولي السابق لمنتخب إنجلترا مارك هاتلي أن أموالاً عرضت عليه للغياب عن مباراة فريقه جلاسجو رينجرز الأسكتلندي الحاسمة ضد مرسيليا الفرنسي في أبريل 1993 في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم التي توج مرسيليا بلقبها لاحقاً. وقال مارك إنه تلقى مكالمة هاتفية من شخص يتحدث الفرنسية، وعرض عليه مبلغاً كبيراً من المال، كي لا يلعب، وقال "هذا يعني أن شخصاً أو أشخاصا كانوا يعملون في النادي لم يرغبوا في مشاركتي". وفي الجولة التي سبقت رحلة رينجرز إلى مرسيليا في الدور قبل النهائي، طرد هايتلي وبطريقة ظالمة على حد قوله أمام بروج البلجيكي، ولم يخض مباراة مرسيليا التي انتهت بالتعادل 1-1 ليتأهل مرسيليا إلى النهائي، ويفوز بعدها على ميلان الإيطالي 1-صفر، وتم سحب لقب الدوري من نادي مرسيليا الفرنسي عام 1993 بعد هذه الأحداث، وانكشاف الرشاوى، وهبوط الفريق الفرنسي للدرجة الثانية، بعد قضية حكم فيها بالسجن 8 أشهر على رئيس النادي برنار تابي.