حمل كتاب "أنطولوجيا القصة القصيرة الإيرانية" العنوان الفرعي "رؤية القمر من وراء الضباب"، والكتاب هو محاولة للتعريف بالقصة الإيرانية المجهولة إلى حد كبير في الثقافة العربية، بسبب الغياب النسبي للترجمة من اللغة الفارسية، ومن هنا تأتي أهمية جهد المترجم سليم عبدالرحمن الأمير في تقديمه لأبرز مبدعي هذه القصة منذ بدايات القرن العشرين، حتى صدر القرن الحالي. والكتاب يقدم مختارات لخمسة عشر قاصا، مع سيرة أدبية لكل منهم. ومن هؤلاء المبدعين "غزالة علي زادة، ومنيرة رواني بور، وبزرك علوي، وجلال آل أحمد، وأمير حسن جهل تن، وغلام ساعدي، ومحمد علي زادة، وهوشنك كلشيري، وصادق هدايت". ميّز الكتاب عدم إغفال المؤلف أهمية وضع القارئ في صورة الأساس والخلفية التي ينطلق منها القاصون المختارون، للمساهمة في دراسة الأساليب السردية والقصصية لهم، في محاولة لشرح ما يميز كل قاص عن غيره، وما يتبع ذلك من استخدام لمفردات اللغة الخاصة بتعبيره عن أفكاره. كما تميزت الأنطولوجيا بالتركيز على تنوع المواضيع والأساليب، وفي هذا يلتزم المؤلف بالمنهج العلمي للأنطولوجيا، حين يغفل أحكام القيمة المباشرة، فالهدف هو تقديم القصة الإيرانية، وليس رصدا لبيبلوجرافيا تختص بقاص معين. إضافة إلى أن المختارات رصدت طريقة التناول الحسي للحياة الإيرانية عبر تلك الفترة المديدة، في محاولة غير مباشرة للتأكيد على المشتركات الثقافية بين الإيراني والعربي. الكتاب صدر عن الهيئة العامة للكتاب في وزارة الثقافة السورية، وهو الثاني للمترجم بعد كتاب عن الرواية الفارسية.