سهرت شوارع هولندا أمس، محطمة قيود الهدوء والنوم المبكر، للاحتفال بالمهرجان الشعبي لعيد الملكة، الذي يوافق 30 أبريل من كل عام، وهو يوم عيد ميلاد الملكة الأم جوليانا، التي تمسكت ببقائه الملكة الحالية للبلاد "بياتركيس" تقديرا وتخليدا لذكرى والدتها. ويتسم احتفال هذا العام بمشاعر مختلطة من الفرح والتوجس الملكي وأيضا الشعبي الحذر، الفرح لأن الأسرة المالكة بأكملها ولأول مرة منذ عام 2006 ستجتمع معا للاحتفال بهذا العيد دون غياب أحد من أفرادها، حيث كانت ظروف مرض أو وفاة أو سفر تمنع بعضهم من المشاركة، حيث حضرت المهرجان الملكة، وأنجالها الثلاثة وعلى رأسهم ولي العهد فيلم الكسندر والأميرات الثلاث زوجات الأنجال، كما حضرته شقيقة الملكة الأميرة مارجريت، وزوجها، وأولادهما الأربعة، وزوجاتهم، بجانب جميع الأحفاد، والتأم الجمع الحاشد بين الجمهور في مدينة ليمبورخ، حيث تم اختيار هذه المدينة هذا العام لتشهد الاحتفال الذي ينتقل كل عام إلى مدينة مختلفة. أما مشاعر الخوف والتوجس التي سيطرت هذا العام، بسبب ما شاب احتفالية عام 2009 من مأساة إنسانية عندما اقتحم رجل أمن سابق الموكب الملكي بسيارته في مدينة ابلدورن، مما أسفر عنه مصرع سبعة أشخاص منهم المقتحم بجانب إصابة خمسة آخرين، كما شهد العام الماضي إبان احتفال الملكة بذكرى التحرير، حادثا دراميا آخر، حيث صرخ مختل عقلي صرخه مفاجئة وسط حشود المحتفلين، فساد الخوف والهرج اعتقادا أنه هجوم إرهابي، وأسفر التدافع عن مقتل وإصابة العشرات. لذا أعلنت سلطات الأمن تشديد الحراسات الأمنية بقوة لتأمين الاحتفال، وتم سد منافذ الشوارع والمداخل بالمنطقة التي شهدت قدوم العائلة المالكة بمركبتها الذهبية، فيما انتشرت الأعلام الهولندية والشارات برتقالية اللون في الشوارع وعلى واجهات المنازل، تكريما للقب العائلة المالكة، وهو لقب "البرتقالي". وينتظر الهولندية هذا اليوم سنويا للخروج إلى الشوارع في مهرجان هائل وصاخب، يمثل تظاهرة لتعدد الثقافات، من استعراض للفنون، والموسيقى والغناء والرقص، بجانب إقامة الأسواق المفتوحة، التي يتم خلالها بيع الأشياء المستعمله في تقليد غير منتشر بالبلاد.