تفاقمت الأزمة المتفجرة بين بعض المنتمين للتيار السلفي في مصر ووزارة الأوقاف المصرية في صراع مرير للسيطرة على بعض المنابر والمساجد التي تديرها الأوقاف، ويرى السلفيون أنها أخذت منهم عنوة خلال حكم مبارك. و شهد مسجد النور بالعباسية عين الأزمة بين الجانبين، وهو المسجد الذي عد المسجد الرسمي للدولة في الشطر الأخير من عهد مبارك، حيث اشتبك المصلون في المسجد قبل صلاة الجمعة الماضية، بعد انقسامهم إلى فريقين، الأول يؤيد صعود الإمام الرسمي المعين من قبل وزارة الأوقاف الشيخ أحمد ترك، والآخر يمثله السلفيون، وعلى رأسهم زعيم المقاومة الشعبية بالسويس الشيخ حافظ سلامة، مطالبين بإبعاده وأن يلقي أحد شيوخ السلفية الخطبة، وتطور الأمر إلى اشتباك بالأيدي وانتهى باعتلاء الداعية الإخواني الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المنبر كحل وسط، واستمرت المشاحنات بين الطرفين أثناء الخطبة، حتى تدخل أحد ضباط القوات المسلحة، مطالباً أنصار الطرفين بالهدوء. وقررت وزارة الأوقاف عقد اجتماع طارئ لبحث تداعيات الأزمة خاصة وأنها تكررت في أكثر من منطقة وبسببها تقدم وكيل وزارة الأوقاف الشيخ سالم عبدالجليل باستقالته بحجة أنه لم يعد لديه القدرة على السيطرة على المنابر. من جانبه، قال الشيخ حافظ سلامة إنه لن يسمح لأحد بالصعود على المنبر إلا من خلال جمعية الهداية التى يترأسها، قائلاً: "إنما المساجد لله"، وليست لوزارة الأوقاف. وقال أحد رموز التيار السلفي بمصر الشيخ محمد حسان في تصريحات ل" الوطن": أود أن أؤكد أنني ما كنت قط مستغلاً لموقف، وما ارتقيت منبراً من منابر وزارة الأوقاف أو الأزهر، أو في زاوية قط إلا بإذن من المسؤولين، وأدعو جميع إخواني أن يظهروا الصورة الحقيقية للإسلام في التعامل مع المسلمين وغيرهم، فديننا دين العدل والحكمة والرحمة، ولا يجوز لأي أحد أن يعتلي منبراً من المنابر أو يتقدم لأن يؤم المسلمين في أي مسجد من المساجد إلا بإذن الإمام المتواجد حالياً والقائم على هذا المنبر، وإن قال البعض إنه قد حصل على حكم قضائي لأن مسجده أخذ منه عنوة في الفترة الماضية فعليه أن يسترد المسجد بالطرق المشروعة والقانونية.