ابتكر طالب سعودي في كلية الهندسة وتقنية المعلومات بكلية إدارة الأعمال الأهلية بجدة فكرة مشروع لحل مشكلة زحام الحجاج, عبارة عن ساعة تفاعيلة تعمل على شبكة الهاتف الجوال وتعمل على تنظيم وإحصاء حشود الحجاج والمعتمرين وتوجيههم وتسهيل تنقلهم بين المشاعر المقدسة. وقال صاحب فكرة المشروع الطالب شريف الحيدري ل"الوطن" إن المشروع عبارة عن ساعة إلكترونية تحمل إطارات ملونة، كل لون فيها يدل على قارة من القارات الخمس بحيث يعرف الحاج من خلال اللون القارة التي ينتمي إليها, ويوجد تحت كل لون رمز لتحديد المؤسسة التي يتبع لها الحاج، كما يتضمن المشروع شريحة صغيرة في أحد إطارات الساعة لجمع البيانات وتعمل على نظام RFI أي "التعرف اللاسلكي" وتسهل قراءة بيانات الحجاج وإحصاءهم في مكان تجمعاتهم ومرورهم بمحطة القطار وبوابات المسجد الحرام لمعرفة أعدادهم وهوياتهم. وأضاف أن الساعة التفاعلية مرتبطة مع مركز إدارة الحشود الإلكترونية عبر شريحة بيانات تعمل على شبكة الهاتف الجوال لتوجيه الحاج من على بعد وتحديد وجهته حسب موقعه عبر نظام الملاح العالمي (GPS) وهو عبارة عن نظام عالمي لتحديد المواقع والأشخاص عن طريق الأقمار الصناعية بواسطة الإحداثيات، وأيضا بإضافة نظام خدمة اتصال الإنترنت (GPRS) وهو عبارة عن نظام يعمل على تحديد موقع الحاج على الخريطة عن طريق الإنترنت بواسطة شبكة الجوال. وأوضح الحيدري أن الحاج يستطيع من خلال الساعة توجيه نفسه ذاتيا، وذلك باختيار المكان الذي يرغب الوصول إليه وأقصر الطرق لذلك في حال ضياعه مثلا وكل ذلك مع مراعاة جانب اللغة لكل حاج. وأضاف أن مشروع الساعة يتضمن نظام نداء إغاثة يستطيع الحاج استخدامه في حالة الطوارئ ليصل نداؤه إلى إدارة الحشود الإلكترونية أو المطوف أو كلاهما في وقت واحد ومساعدته من على بعد، وكذلك يوجد بالساعة نظام الرسائل النصية ونظام الرسائل متعددة الوسائط لتوجيه الحاج بها بواسطة خرائط متحركة ونظام تحديد القبلة وأوقات الصلاة والمواقيت وتحتوي على نظام تنبيهي هزاز ومتعدد النغمات يعمل في حال وصول رسائل توجيه إلى الحاج كي يتنبه بوصول توجيهات وتعليمات له من إدارة الحشود الإلكترونية أو المطوف. ويكشف الحيدري أن الساعة تتمتع بذاكرة داخلية توجد بها جميع بيانات الحاج ومكان سكنه والمؤسسة التي يتبع الحاج لها وبالإمكان إضافة خدمات أخرى أو برامج داخل الساعة عبر مدخل كمبيوتر صغير (USB) وهي اختصار لكلمة (Universal Serial Bus) ناقل تسلسلي عام. وأكد بأن استخدام هذا الابتكار يتم من خلاله تحويل إدارة الحشود بطريقة إلكترونية لأول مرة في العالم، لأنه يستخدم أحدث وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات في قيادة الحشود، مشيرا إلى أن هذا الابتكار له فوائد عدة حيث يمكن الاستفادة منه في إدارة الحشود والجماهير في مباريات كأس العالم والألعاب الأولمبية. واعترف الحيدري أن المشروع يواجه صعوبات معينة منها افتقاره لوجود جهة تحتضن هذا الابتكار لتطبيقه، وصعوبة تصنيع الساعة داخل المملكة لعدم وجود معامل ذات تقنية عالية, لأنها ذات مواصفات لا بد أن تنطبق عليها. وخاطب الحيدري, حسب قوله, شركات خارج السعودية متخصصة في تصنيع الساعات حسب المواصفات المطلوبة ووجد أن تكلفتها بمتناول الجميع وتعادل 350 ريالا، متمنيا أن ينال الابتكار مساندة ودعما من قبل جهات تحتضنه، وأن يتم تطبيقه على أرض الواقع حتى يساهم في تقديم حلول إلكترونية جديدة لإدارة الحشود في الحج.