طالب الاتحاد السعودي لكرة القدم، نظيره الآسيوي بعدم إقامة لقاءات الفرق السعودية في الجولة المقبلة من دوري أبطال آسيا، وهي: الهلال والنصر والاتحاد والشباب في إيران ، بسبب عدم الاستقرار الأمني على الصعيد الدولي، مقترحاً إقامة المباريات في منطقة محايدة. وعن الخطوات التي تمت بهذا الشأن، قال نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوسف السركال ل"الوطن"، "استلمنا خطاباً من الاتحاد السعودي يبين فيه صعوبة خوض الفرق السعودية لأية مباريات في إيران خلال الفترة الحالية بسبب توتر العلاقات على الصعيد الدولي، وطلب الاتحاد السعودي ضمانات من الاتحاد الآسيوي حتى يتمكن من إرسال أنديته، وبدورنا حولنا الخطاب إلى الاتحاد الإيراني، وأتبعنا ذلك بخطوة أخرى تتمثل في تحديد ممثل من الاتحاد الآسيوي يقوم بزيارة إلى الاتحادين السعودي والإيراني للاطلاع على الضمانات التي يطلبها الاتحاد السعودي، ويعرضها على الاتحاد الإيراني، ونحن ما زلنا ننتظر الرد من الأخير في الأيام القليلة المقبلة". ورفض السركال كشف الضمانات التي يطالب بها الاتحاد السعودي، وقال" لن أتحدث عن تفاصيل الضمان لأنني لست مخولاً بذكرها فهي تتعلق بالاتحاد السعودي لكرة القدم، لكن ما يهمنا هو التنسيق بين الاتحادين وأن تقام هذه المباريات بنجاح ووسط أجواء مريحة". وتوقع أن يصر الاتحاد الإيراني على إقامة المباريات على أرضه استناداً على أن الأمن في إيران مستقر مقارنة بما يحدث في بعض الدول الأخرى في الفترة الحالية، كالعراق و ليبيا وبعض دول المنطقة الأخرى؛ التي لا تتمتع بالاستقرار الأمني الذي يضمن الحفاظ على جو رياضي آمن وإقامة لقاءات كروية في أجواء مناسبة. وأضاف "نحرص نحن كمسؤولين في الاتحاد الآسيوي، على توفير الجوء المناسب للاعبين، ليس فقط خلال ال90 دقيقة في الملعب، بل في كل تنقلاتهم بين المطار والفندق والملعب خلال فترة إقامتهم قبل وأثناء وبعد المباراة، وكل مسؤول منا هو على قدر المسؤولية ويتصرف من واقع الحفاظ على أمن اللاعبين من أي غوغاء أو أعمال عنف قد تحدث من الجماهير أيضاً، لذلك أطالب الإعلام بألا يطرح القضية بإثارة لكي لا نؤثر سلباً على اللاعبين". وفي الجانب السعودي، قال الأمين العام لاتحاد كرة القدم، فيصل العبدالهادي"الاتحاد السعودي يحرص على مشاركة أنديته في كافة المسابقات الدولية والإقليمية والمحلية؛ لكن هذا الحرص لا يغفل الحالة الأمنية التي يجب أن تتوفر للوفود المشاركة والتأكد من سلامتها، وعندما يشعر المسؤولون في الاتحاد السعودي بأن مشاركة الأندية في أي بطولة كانت آسيوية أو غيرها، يشوبها نوع من عدم توفر الأمن الكافي أو لا تستوفي الاحتياجات والضوابط الأمنية، يقفون كثيراً لتقييم هذه المشاركة، وهذا ما حدث في مشاركات الفرق السعودية أمام نظيرتها الإيرانية في إيران بدوري أبطال آسيا". فيما أوضح عضو مجلس الإدارة بنادي الهلال، مدير المركز الإعلامي عبدالكريم الجاسر أن الهلال كبقية الأندية السعودية المشاركة في دوري أبطال آسيا، سيترك القرار للاتحاد السعودي لكرة القدم. وقال" ثقتنا كبيرة في اتحاد كرة القدم وبأنه سيتخذ الإجراءات المناسبة، ونحن في نادي الهلال نسير وفق اللوائح والتنظيمات المتعلقة بالمشاركات الخارجية، ونحرص على التواجد في هذا المحفل الآسيوي، لكن ذلك لا يمنعنا الحرص على سلامة اللاعبين". أما المتحدث الرسمي باسم إدارة نادي النصر طارق بن طالب، فقد عدّ ذهاب الأندية السعودية إلى إيران مخاطرة غير محسوبة، وقال "إذا كانت البعثة الرسمية السعودية تتعرض إلى هجوم من فترة لأخرى من الحرس الثوري الإيراني فكيف بجماهيرها؟، أرى أن شعوب العالم الثالث موجهة وتتأثر بقياداتها لذا يجب حماية لاعبينا، ويبقى الحل الأنسب في إقامة المباريات في بلد محايد أو تأجيلها إلى وقت يكون فيه الوضع أهدأ من الآن، ولاعب كرة القدم يحتاج إلى هدوء نفسي لكي يبدع، ومثلما يمكن أن تكون كرة القدم سبباً في المصالحة بين الدول يمكن أن تكون سبباً في نشوب حرب كما حدث بين الهندوراس والسلفادور 1969". وأضاف" ننتظر أن يتخذ الاتحاد السعودي موقفاً حازماً غير قابل للمفاوضات أو المهادنة". من جانبه، قال المشرف العام على المركز الإعلامي والعلاقات العامة المتحدث الرسمي لنادي الاتحاد عدنان جستنية، إن الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأمير نواف بن فيصل، خاطب من خلال حرصه على الأندية السعودية، الاتحاد الآسيوي للوصول إلى حل مناسب، وقال" نحن في الاتحاد حريصون على أن تبقى المنافسات في إطار كرة القدم بعيداً عن لعبة السياسة وتأثيرها على الرياضة، ففريق بيروزي الإيراني خرج بانطباع جميل عندما لعب أمامنا في جدة، وأكدنا له بأن الأمور لا بد وأن تحصر في المجال الرياضي، واستطعنا أن ننقل صورة حضارية للعالم لها مردود جيد على الجوانب الرياضية والشبابية، وكرة القدم يجب أن تبقى في إطار الأخلاق الإسلامية التي يحث عليها ديننا الحنيف، كما يجب أن تبقى الشعوب الإسلامية خارج محاولات التأثير على المبادئ والقيم". وأضاف "نظل ضمن منظومة كروية نحرص أن يكون لنا دور كبير في نجاحها في توجه يقوده الأمير نواف بن فيصل للمساهمة في إنجاح البطولات، ونأمل أن يلتزم الإيرانيون بالمعايير التي ينص عليها الاتحاد الآسيوي لتحقيق أهداف الرياضة".